Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 36-36)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه قد ارسل في كل امّة من الأمم السالفة رسولا بأن { اعبدوا الله } اي امرهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ، وان يجتنبوا عبادة الطاغوت ، وهو كل ما يعبد من دون الله . وقيل : الطاغوت اسم الشيطان ويكون المعنى { اجتنبوا } اغواء الشيطان ، وكل داع يدعو الى الفساد . ثم اخبر عن المبعوث اليهم بأن منهم من لطف الله لهم بما علم انه يؤمن عنده ، فآمن عنده ، فسمى ذلك اللطف هداية ، ولم يرد نصب الأدلة على الحق لأنه تعالى سوى في ذلك بين المؤمن والكافر ، كما قال { فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى } ويحتمل أن يكون المراد فمنهم من هداه الله الى الجنة بايمانه . وقوله { ومنهم من حقت عليه الضلالة } قيل فيه قولان : احدهما - لانهم ضلوا عن طريق الحق وكفروا بالله ، وهو قول الحسن . الثاني - حقت عليهم الضلالة عن طريق الجنة بما ارتكبوه من الكفر . والضلالة - ها هنا - المراد به العدول عن الجنة ، وقد سمى الله العقاب ضلالا ، فقال { إن المجرمين في ضلال } اي عذاب . ثم قال قل لهم { سيروا في الأرض } وتعرفوا اخبار من مضى وتبينوا كيف كان عاقبة الذين كذبوا بآيات الله ، ولم يصدقوا رسله ، فان الله اهلكهم ودمر عليهم ، كقوم هود ، ولوط ، وثمود ، وغيرهم ، فان ديارهم عليها آثار الهلاك والدمار ظاهرة .