Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 3-4)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة والكسائي { تشركون } بالتاء في الموضعين لقوله { فلا تستعجلوه } فردّ الخطاب الى الاول . ومن قرأ بالياء فلما تقدم ذكره . احتج الله تعالى بالآية وما قبلها وما بعدها على خلقه وأعلمهم عظيم نعمه ، ودلهم على قدرته ، إِذ { خلق السماوات والأرض } بما فيهما من العجائب والمنافع ، و { خلق الإنسان من نطفة } مهينة ضعيفة سيالة فرباها ودبرها حتى صار إِنساناً يخاصم ويبين . ولو وضعنا النطفة بين أيدي الخلائق فاجتهدوا ، وفكروا ما قدروا على قلبها ، ولا عرفوا كيف يتمكن ويتأتَّى أن تقلب حالاً بعد حال حتى تصير فيها روح ، وعقل ، وسمع ، وبصر ، وحتى تنطق وتعرب عن نفسها ، وتحتج فتدفع عنها . وقيل في معنى { خصيم مبين } قولان : أحدهما - انه أخرج من النطفة ما هذه صفته ، ففي ذلك أعظم العبرة . والثاني - لما خلقه ومكنه خاصم عن نفسه خصومة أبان فيها عن نفسه . وقيل انه يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها - تعريف قدرة الله في اخراجه من النطفة ما هذه سبيله . الثاني - تعريف نعم الله في تبليغ هذه المنزلة من خلق من نطفة . الثالث - تعريف فاحش ما ارتكب الانسان من تضييع حق الله بالخصومة .