Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 45-47)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { أفأمن الذين مكروا } بالنبيّ والمؤمنين ، وفعلوا السيئآت واحتالوا الفعل القبيح ، على وجه الانكار عليهم ، فاللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به الانكار { أن يخسف الله بهم الأرض } من تحتهم عقوبة لهم على كفرهم او يجيئهم العذاب من جهة ، لا يشعرون بها ، على وجه الغفلة { أو يأخذهم في تقلبهم } وتصرفهم ، بأن يهلكهم على سائر حالاتهم ، حتى لا ينفلت منهم أحد ، فماهم بفائتين . والمعنى إِن ما يريد الله بهم من الهلاك لا يمتنع عليه ما يريده منهم { أو يأخذهم على تخوف } وقيل في معنى { تخوف } قولان : احدهما - قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد : على تنقّص بمعنى انه يؤخذ الأول فالأول حتى لا يبقى منهم احد ، لان تلك حال يخاف معها الفناء ويتخوف معها الهلاك ، وقال الشاعر : @ تخوَّف السيرُ منها تامِكاً قَرِداً كما تخوَّف عود النبعة السفَن @@ اي ينقص السير سنامها بعد تموكه ، كما ينحت العود فيدق بعد غلظه . وقال الآخر : @ تخوف عدوهم ما لي وأهلي سلاسل في الحلوق لها صليل @@ والثاني - روي عن ابن عباس - في رواية أخرى - ان معناه على تفزيع . وقال الحسن : تهلك القرية فتخوف القرية الاخرى ، وقال الفراء : تخوّفته ، وتحوفته - بالخاء والحاء - إذا انتقصته من حافّاته . ومثله { إن لك في النهار سبحاً طويلاً } بالخاء والحاء ، سمعت العرب تقول سبحي صوفك ، وهو شبيه بالندف ، والسبخ مثل ذلك ، قال المبرد : لا يقال تحوّفته ، وإِنما هو تحيّفته .