Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-96)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير ، وعاصم { ولنجزين الذين صبروا } بالنون . الباقون بالياء . من قرأ بالنون فحجته إِجماعهم على قوله { ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } أنه بالنون . ومن قرأ بالياء ، فلقوله { وما عند الله باق } وليجزين الله الذين صبروا . نهى الله عباده المكلفين ان يتخذوا ايمانهم دخلاً بينهم ، وقد فسرنا معنى دخلاً ، وبيّن تعالى انه متى خالفوا ذلك زلت اقدامهم بعد ثبوتها ، وهو مثل ضربه الله ، والمعنى أنهم يضلّ بعد ان كان على الهدى . وقال قوم : الآية نزلت في الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام والنصرة ، نهوا عن نقض عهده ، وترك نصرته . وقوله : { وتذوقوا السوء } يعني العذاب ، جزاء على معاصيكم وما صددتم عن اتباع سبيل الله ، ولكم مع ذلك عذاب عظيم تعذبون به . ثم نهاهم ، فقال : { ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً } أي لا تخالفوا عهد الله بسبب شيء يسير تنالونه من حطام الدنيا ، فيكون قد بعتم ما عند الله بالشيء الحقير ، وبيّن ان الذي عند الله هو خير ، وأشرف لكم إِن كنتم تعلمون حقيقة ذلك وتحققونه ، ثم قال : إِن الذي عند الله لا ينفد ، هو باق ، والذي عندكم من نعيم الدنيا ينفد ويفنى ، ثم أخبر بأنه يجزي الصابرين على بلائه وجهاد اعدائه أجرهم وثوابهم { بأحسن ما كانوا يعملون } وإِنما قال بأحسن ما كانوا ، لأن احسن أعمالهم هو الطاعة لله تعالى ، وما عداه من الحسن مباح ليس بطاعة ، ولا يستحق عليه أجر ولا حمد ، وذلك يدل على فساد قول من قال : لا يكون حسن احسن من حسن .