Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 8-10)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى مخاطباً لنبيه صلى الله عليه وسلم : بأن قل لبني اسرائيل { عسى ربكم أن يرحمكم } إِن أقمتم على طاعته وترك معاصيه { وعسى } من الله واجبة ، ويجوز ان يكون بمعنى الابهام على المخاطب . وقوله { وإِن عدتم } يعني في معاصي الله ، والكفر به وجحد أنبيائه { عدنا } في عذابكم ، والتسليط عليكم ، كما فعلناه أول مرة ، وقال ابن عباس وقتادة : عادوا فبعث الله عليهم المسلمين يذلونهم بالجزية والمحاربة إِلى يوم القيامة . قوله { وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً } قال ابن عباس ومجاهد وابن زيد وقتادة : محبساً ، والحصير الحبس ، ويقال للملك حصير ، لأنه محجوب ، قال لبيد : @ وقماقم غلب الرقاب كأنهم جنّ لدى باب الحصير قيام @@ وقال الحسن : يعني مهاداً ، كما قال { لهم من جهنم مهاد } والحصير البساط المرمول ، يحصر بعضه على بعض بذلك الضرب من النسج ، ويقال للجنبين : الحصيران ، لحصرهما ما أحاطا به من الجوف وما فيه . وفيه لأن بعض أضلاعه حصر مع بعض ، ويسمى البساط الصغير حصيراً ، وحصير بمعنى محصور ، كرضي بمعنى مرضي . ثم أخبر تعالى أن هذا القرآن الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم { يهدي } اي يدل { للتي هي أقوم } قال الفراء : لشهادة أن لا إِله إِلا الله . ويحتمل أن يكون المراد يهدي لجميع سبل الدين ، التي هي أصوب من غيرها : من توحيد الله ، وعدله ، وصدق انبيائه ، والعمل بشريعته ، وفعل طاعاته ، وتجنب معاصيه { ويبشر المؤمنين } يعني القرآن يبشرهم { بأن لهم أجراً كبيراً } وثواباً عظيماً ، على طاعاتهم ، ويبشرهم أيضاً بـ { أن الذين لا يؤمنون بالآخرة } ويجحدون البعث والنشور أعد الله لهم { عذاباً أليماً } يعني مؤلماً موجعاً ، " واعتدنا " أصله أعددنا فقلبت إِحدى الدالين تاء ، فراراً من التضعيف إِلى حرف من مخرج الدال ، وتكون البشارة قد أوقعت على أن لهم الجنة ، وأن لعدوهم النار ، فلذلك نصب ( أن ) في الموضعين . ويحتمل أن يكون نصب ( أن ) الثانية على حذف اللام ، والتقدير ، لأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليماً ، ولو كسرت على الاستئناف جاز غير أنه لا يقرأ به احد .