Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 11-12)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى { فضربنا على آذانهم في الكهف } يعني بالنوم ، كما يقول القائل لآخر : ضربك الله بالفالج بمعنى أبلاك الله به . وقيل معناه منعناهم أن يسمعوا ، والمعنى انمناهم . وقوله { سنين عدداً } معناه سنين معدودة . ونصب { سنين } على الظرف بقوله { فضربنا } و { عدداً } بمعنى معدود ، والعدّ المصدر ومثله نقضت الشيء نقضاً ، والمنقوض نقض ، وكذلك قبضته قبضاً ، والمقبوض قبض . وقوله تعالى { ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً } معناه بعثنا هؤلاء الفتية الذين أووا الى الكهف بعد ما ضربنا على آذانهم فيه سنين عدداً ، من رقدتهم لينظر عبادي فيعلموا بالبعث أي الطائفتين اللتين اختلفتا في قدر مبلغ مكث الفتية في كهفهم رقودا { أحصى لما لبثوا } بمعنى أصوب لقدر لبثهم فيه أمداً . والامد الغاية قال النابغة : @ ألا لمثلك او من أنت سابقه سبق الجواد إذا استولى على الأمد @@ وقال قوم : الحزبان جميعاً كانا كافرين . وقال آخرون : كان أحدهما مسلماً والآخر كافراً ، فالاول قول مجاهد . وقال : الحزبان من قوم الفتية . وقال قتادة : أحدهما كان كافراً ، والآخر كان مؤمناً ، ولم يكن لواحد منهما علم بمقدار زمان لبثهم . وقال قوم : الحزبان هم اصحاب الكهف اختلفوا في مدة لبثهم . وقال قوم : احد الحزبين اصحاب الكهف ، والآخر اصحابهم وقومهم . ومعنى { أمداً } قال ابن عباس يعني بعيداً . وقال مجاهد : يعني عدداً . ويحتمل نصب { أمداً } وجهين : احدهما - التمييز في قوله { أحصى } كأنه قال أي الحزبين اصوب عدداً . والثاني - أن يكون نصباً بوقوع قوله { لبثوا } عليه ، كأنه قال : أي الحزبين أحصى للبثهم غاية أي في الامد . والفتية جمع فتى مثل صبي وصبية وغلام وغلمة .