Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 62-64)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى ان موسى وفتاه لما جاوزا أي خرجا من ذلك الموضع . والمجاوزة الخروج عن حدّ الشيء ، يقال : تجاوز الله عن فلان أى تجاوز عن عقابه بمعنى أزل الله العقاب عنه . والفتى الرجل الشاب وجمعه فتية وفتيان مثل صبية وصبيان . وانما أضيف الى موسى ، لأنه كان يلزمه ليتعلم منه العلم وصحبه في سفره . وقيل انه كان يخدمه ، والعرب تسمي الخادم للرجل فتى ، وإن كان شيخاً ، والأمة فتاة وإن كانت عجوزاً ، ويسمى التلميذ فتى ، وإن كان شيخاً ، والفتى عند العرب السخي على الطعام وعلى المال والشجاع . و ( الغداء ) طعام الغداة و ( العشاء ) طعام العشي . والتغدي أكل طعام الغداة والتعشي أكل طعام العشي ، و ( النصب ) التعب والوهن يكون عند الكد ، ومثله الوصب . فقال له فتاه في الجواب { أرأيت } الوقت الذي { أوينا إلى الصخرة } أي اقمنا عندها { فإني نسيت الحوت } ثم قال { وما أنسانيه } يعني الحوت { إلا الشيطان أن أذكره } أي وسوسني وشغلني بغيره حتى نسيت ، فلذلك اضافة الى الشيطان ، لما كان عند فعله . ومعنى { وما أنسانيه } أي الحوت ، يعني نسيت أن اذكر كيف اتخذ سبيله في البحر . وجاز نسيان مثل ذلك مع كمال العقل لانه كان معجزاً . وضم الهاء من { أنسانيه } حفص عن عاصم ، لان الاصل في حركة الهاء الضم . ومن كسرها فلأن ما قبلها ( ياء ) فحركها بما هو من جنسها . وقوله { واتخذ سبيله في البحر عجباً } يعني أن موسى ( ع ) لما رأى الحوت قد حيي وهو يسلك الطريق الى البحر ، عجب منه ومن عظم شأنه ، وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد . وقوله { ذلك ما كنا نبغي } حكاية عما قال موسى عند ذلك من أن ذلك الذي كنا نطلب من العلامة ، يعني نسيانك الحوت ، لأنه قيل له : صاحبك الذي تطلبه - وهو الخضر - حيث ينسى الحوت . ذكره مجاهد . فارتدا يقصان أي يتبعان آثارهما حتى انتهيا الى مدخل الحوت . ذكره ابن عباس . وقيل نسي ذكر الحوت لموسى ( ع ) فرجعا الى الموضع الذي حييت فيه السمكة وهو الذي كان يطلب منه العلامة فيه . وقيل الصخرة موضع الوعد .