Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 99-101)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى مخبراً عن حال تلك الامم انهم تركوا أي بقوا ولم يخترموا ، بل اديموا على الصفات التي يبقون بها { يومئذ يموج } بضعهم { في بعض } فلو اقتطعوا عنها لكان قد أخذوا عن تلك الاحوال ، وبعض الشيء ما قطع منه ، يقال : بعضته أي فرقته بأن قطعته ابعاضاً ، والبعض جزء من كل ، فان شئت قلت البعض مقدار من الكل وإن شئت قلت : هو مقدار ينقص بأخذه من الجميع ، و ( الموج ) اضطراب الماء بتراكب بعضه على بعض ، والمعنى انهم يموجون في بناء السد ، ويخوضون فيه متعجبين من السد . ومعنى " يومئذ " يوم انقضاء السد ، فكانت حال هؤلاء كحال الماء الذي يتموج باضطراب أمواجه . والترك فى الحقيقة لا يجوز على الله إلا أنه يتوسع فيه فيعبر به عن الاخلال بالشيء بالترك . وقوله { ونفخ في الصور } فالنفخ اخراج الريح من الجوف باعتماد ، يقال نفخ ينفخ نفخا ومنه انتفخ إذا امتلأ ريحاً ومنه النفاخة التي ترتفع فوق الماء بالريح . والصور قال عبد الله بن عمر فى حديث يرفعه : انه قرن ينفخ فيه ، ومثله روي عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري . وقيل انه ينفخ فيه ثلاث نفخات : الاولى - نفخة الفزع التي يفزع من في السماوات والارض . والثانية - نفخة الصعق . والثالثة - نفخة القيام لرب العالمين ، وقال الحسن : الصور جمع صورة فيحيون بأن ينفخ في الصور الأرواح ، وهو قول أبي عبيدة . وقوله { فجمعناهم جمعاً } يعني يوم القيامة يحشرهم الله أجمع { وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً } أي ابرزناها واظهرناها حتى يروها فاذا استبانت وظهرت قيل اعرضت ، ومنه قول عمرو : @ واعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بايدي مصلتينا @@ وقوله { الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري } شبه الله أعين الكفار الذين لم ينظروا فى أدلة الله وتوحيده ولم يعرفوا الله ، بأنها كانت فى غطاء . ومعناه كأنها فى غطاء ، { وكانوا لا يستطيعون سمعاً } معناه إنه كان يثقل عليهم الاستماع . وقال البلخي : يجوز أن يكون المراد إنهم لا يسمعون ، كما قال تعالى { هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة } وانما أراد بذلك هل يفعل أم لا ؟ لانهم كانوا مقرين بأن الله قادر ، لانهم كانوا مقرين بعيسى ( ع ) .