Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-3)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو عمرو " كهيعص " بامالة الهاء وفتح الياء ، وقرأ ابن عامر إلا الداجوني عن هشام وحمزة إلا العبسي وخلف في اختياره بفتح الهاء ، وامالة الياء . وقرأ الكسائي ويحيى والعليمي والعبسي بامالة الهاء والياء . الباقون بفتحهما ، وهم أهل الحجاز والداجوني عن هشام وعاصم إلا يحيى والعليمي ويعقوب وابو جعفر بقطع الحروف على أصله ويظهر الدال من هجاء ( صاد ) عند ذلك . وكذلك أهل الحجاز وعاصم ويعقوب . قال أبو علي امالة هذه الحروف سائغه ، لانها ليست بحروف معنى وانما هي اسماء لهذه الاصوات . وقال سيبوبه : قالوا ( با ، يا ) لأنها اسماء ما يتهجأ به . فلما كانت اسماء غير حروف جازت فيها الامالة كما جازت في الاسماء ، ويدلك على انها اسماء انك إذا اخبرت عنها أعربتها [ وإن كنت لا تعربها اسماء قبل ذلك ] فكما أن اسماء العدد قبل أن تعربها اسماء كذلك هذه الحروف . وإذا كانت اسماء ساغت فيها الامالة . فاما من لم يمل فعلى مذهب أهل الحجاز ، وكلهم أخفى ( نون ، عين ) إلا حفصاً عن عاصم فانه بينها . وقال ابو عثمان بيان النون مع حروف الفم لحن إلا أن هذه الحروف تجري على الوقف عليها ، والقطع لها مما بعدها ، فحكمها البيان ، وإن لا تخفى ، فقول عاصم هو القياس فيها ، وكذلك اسماء العدد حكمها على الوقف ، وعلى انها منفصلة عما بعدها . وقال ابو الحسن تبيين النون أجود فى العربية ، لأن حروف العدد والهجاء منفصل بعضها عن بعض . وروي عن أبي عمرو واليزيدي - في رواية أبي عمرو - عنه كسر الهاء والياء . وقال قلت له لم كسرت الهاء ؟ قال : لئلا تلتبس بهاء التنبيه ، فقلت لم كسرت اليا ؟ . قال : لئلا تلتبس بـ ( يا ) التي للنداء إذا قلت : ها زيد ويا رجل . ومن أدغم الدال فى الذال ، فلقرب مخرجهما ، ومن اظهر ، فلأنهما ليسا من جنس واحد . وليسا اختين . وقرأ الحسن بضم الهاء ، حكى سيبويه أن في العرب من يقول فى الصلاة بما ينحو نحو الصلوة الضم ، وحكى ( ها يا ) باشمام الضم . قال الزجاج من حكى ضم الياء ، فهو شاذ لانه اجتمعت الرواة على ان الحسن ضم الهاء لا غير وقد بينا فى أول سورة البقرة اخلاف العلماء في أوائل امثال هذه السور وشرحنا أقوالهم ، وبينا أن أقوى ما قيل فيه انها اسماء السور ، وهو قول الحسن وجماعة ، وقيل ان كل حرف منها حرف من اسم من اسماء الله تعالى ، فالكاف من كبير ، والهاء من هاد ، والعين من عالم ، والصاد من صادق ، والياء من حكيم . وروى ذلك عن علي ( ع ) وابن عباس وغيرهما . وروي عن علي ( ع ) انه دعا فقال اللهم سألتك يا كهيعص . وقوله { ذكر رحمة ربك عبده زكريا } رفع { ذكر } على أنه خبر للابتداء وتقديره هذا او فيما يتلى عليكم { ذكر رحمة } أي نعمة ربك { عبده } منصوب بـ { رحمة } . وقال الفراء الذكر مرفوع بـ { كهيعص } والمعنى ذكر ربك عبده برحمته ، فهو تقديم وتأخير ، ونصب " زكريا " لانه بدل من { عبده } . { إذ نادى ربه نداء خفياً } أي حين دعا ربه دعاء خفياً أي سراً غير جهر ، لا يريد به رياء ، ذكره ابن جريج . واصل النداء مقصور من ندى الصوت بندى الحلق