Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 36-40)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمرو ونافع ويعقوب إلا روحاً { وأن الله } بفتح الهمزة الباقون بكسرها . من نصب الهمزة احتمل أربعة أوجه : احدها - إن المعنى وقضى الله { أن الله ربي وربكم } فى قول ابى عمرو بن العلا والثاني - أنه معطوف على كلام عيسى ، أى واوصانى { أن الله ربي وربكم } والثالث - قال الفراء : إنه معطوف على { ذلك عيسى ابن مريم } وذلك { أن الله } . ويكون موضعه الرفع بأنه خبر المبتدأ . الرابع - ولان الله ربى وربكم فاعبدوه . والعامل فيه { فاعبدوه } . ومن كسر ( إن ) استأنف الكلام . ويقوي الكسر انه روي ان أبياً قرأ { أن الله } بلا واو ويجوز ان يكون عطفاً على قوله { قال إني عبد الله } وقوله { هذا صراط مستقيم } معناه عبادتكم لله وحده لا شريك له هو الصراط المستقيم الذى لا اعوجاج فيه . وقوله { فاختلف الأحزاب من بينهم } فالاختلاف فى المذهب هو ان يعتقد كل قوم خلاف ما يعتقده الآخرون . والاحزاب جمع حزب . والحزب جمع المنقطع فى رأيه عن غيره ، يقال تحزب القوم إذا صاروا أحزاباً . وحزب عليهم الأحزاب أى جمع . والمعنى فى الآية اختلف الأحزاب من أهل الكتاب فى عيسى ( ع ) ، فقال قتادة ومجاهد قال قوم : هو الله وهم اليعقوبية . وقال آخرون : هو ابن الله وهم النسطورية . وقال قوم : هو ثالث ثلاثة وهم الاسرائيلية . وقال قوم : هو عبد الله وهم المسلمون . ثم قال تعالى { فويل للذين كفروا } بآيات الله ، وجحدوا وحدانيته من حضور يوم عظيم يعني يوم القيامة . وقوله { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } معناه ما أسمعهم وابصرهم على وجه التعجب ، والمعنى انهم حلوا في ذلك محل من يتعجب منه ، وفيه تهدد ووعيد أن سيسمعون ما يصدع قلوبهم ويردون ما يهيلهم . وقال الحسن وقتادة : المعنى لأن كانوا فى الدنيا صماً عمياً عن الحق ، فما اسمعهم به ، وما أبصرهم به يوم القيامة { يوم يأتوننا } أي يوم يأتون المقام الذي لا يملك أحد فيه الامر والنهي غير الله . ثم قال تعالى { لكن الظالمون } انفسهم بارتكاب معاصيه وجحد آياته والكفر بأنبيائه { اليوم } يعني في دار الدنيا { في ضلال } عن الحق وعدول عنه { بعيد } من الصواب . ثم قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { وأنذرهم } يا محمد أى خوفهم هول { يوم الحسرة } اى اليوم الذى يتحسر فيه الناس على ما فرطوا فيه من طاعة الله ، وعلى ما ارتكبوا من معاصيه فى الوقت الذى { قضي الأمر } وحكم بين الخلائق بالعدل { وهم في غفلة } اليوم عما يفعل بهم من العقاب على معاصيهم ، وهم لا يصدقون بما يقال لهم ويخبرون به . ثم اخبر تعالى عن نفسه ، فقال { إنا نحن نرث الأرض ومن عليها } اى يعود إلينا التصرف فى الارض وفيمن عليها من العقلاء ، وغيرهم ، لا يبقى لاحد ملك { وإلينا يرجعون } أى يردون يوم القيامة الى الموضع الذى لا يملك الامر والنهي غيرنا .