Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 31-35)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ الكسائي " آتاني ، وأوصاني " بالامالة . الباقون بالتفخيم ، فمن أمال ، فلان هذه الألف تنقلب ياء في ( أوصيت ) فأمال لمكان الياء . ومن لم يمل ، فلمكان الألف . والامالة في { آتاني } احسن من الامالة فى ( أوصاني ) لأن فى ( أوصاني ) حرفاً مستعلياً يمنع من الامالة ، ومع ذلك ، فهو جائز كصفي وطغي . وقرأ عاصم وابن عامر ويعقوب { قول الحق } بالنصب على المصدر . الباقون بالرفع على أنه خبر الابتداء . وتقديره ذلك الذي تلوناه من صفته { قول الحق } وقيل هو تابع لـ ( عيسى ) كأنه قيل كلمة الحق وروي عن عبد الله انه قرأ " قول الحاقّ " بمعنى قول الحق ومعناه يحق نحو العاب والعيب والذام والذيم . لما حكى الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه { إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً } أخبر أنه قال { وجعلني مباركاً } قال مجاهد : معناه معلماً للخير اينما كنت . وقيل نفاعاً ، والبركة نماء الخير ، والمبارك الذى ينمى الخير به . والتبرك طلب البركة بالشيء وأصله التبرك من البرك وهو ثبوت الطير على الماء . وقوله { وأوصانى بالصلاة والزكاة } معناه أمرني بهما . والوصية التقدم فى الأمر الذى يكون بعدما وقت له ، كتقدم الانسان في التدبير بعد خروجه ، وكتقدمه في أموره بعد موته . والصلاة فى أصل اللغة : الدعاء ، وفي الشرع عبارة عن هذه العبادة التي فيها الركوع والسجود . وقيل عبارة عن عبادة افتتاحها التكبير وخاتمتها التسليم . وقيل في معنى الزكاة - ها هنا - قولان : احدهما - زكوة المال . والثاني - التطهير من الذنوب . { ما دمت حياً } أي أوصاني بذلك مدة حياتي { وبراً بوالدتي } أى واوصانى بأن اكون باراً بوالدتي أي محسناً إليها { ولم يجعلني جباراً } أى متجبراً ، لم يحكم علي بالتجبر ، والشقاء ، ولم يسمني بذلك { والسلام علي } أى والرحمة من الله بالسلامة والنعمة بها علي { يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حياً } . وقوله { ذلك عيسى ابن مريم قول الحق } أى الذى تلوناه من صفة عيسى { قول الحق } أى كلمة الحق { الذى فيه يمترون } اى يشكون فيه { ما كان لله أن يتخذ من ولد } اخبار منه تعالى بأنه لم يكن لله أن يتخذ من ولد على ما يقوله النصارى . ثم قال منزها لنفسه عن ذلك { سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون } اى يفعله لا يشق عليه بمنزلة ما يقال كن فيكون ، وقد بينا فيما مضى وحكينا ما قال بعضهم إنّ قول ( كن ) عند خلق ما يريد خلقه ليعلم الملائكة أنه لا يتعذر عليه شيء يريد فعله . والسلام مصدر سلمت سلاماً ، ومعناه عموم العافية والسلامة . والسلام جمع سلامة . والسلام اسم من اسماء الله وسلام يبتدأ به في النكرة ، لانه يكثر استعماله ، تقول : سلام عليكم والسلام عليكم ، وأسماء الاجناس يحسن الابتداء بها ، لأن فائدتها واحدة ، ولما جرى ذكر ( سلام ) أعيد - ها هنا - بالألف واللام ليرد على الاول .