Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 133-133)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أم } ها هنا منقطعة وليست بمتصلة كقوله { الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه } ومثله قول الشاعر : @ كذبتك عينُك أم رأيت بواسط غلس الظلام من الرباب خيالا @@ ولا تجيء منقطعة الألف وقد تقدمها كلام ، لانها بمعنى بل ، وألف الاستفهام . كأنه قيل : بل كنتم شهداء ، ومعناها هنا الجحد : اي ما كنتم شهداء . واللفظ لفظ الاستفهام . والمعنى على خلافه ، لأن إخراجه مخرج الاستفهام أبلغ في الكلام ، وأشد مظاهرة في الحجاج : أن يخرج الكلام مخرج التقرير بالحق فتلزم الحجة ، والانكار له فتظهر الفضيحة ، فلذلك اخرج الجحد في الاخبار مخرج الاستفهام . والمخاطب بـ { أم كنتم شهداء } أهل الكتاب في قول الربيع . والمعنى : انكم لم تحضروا ذلك ، فلا تدّعوا على انبيائي ورسلي الأباطيل بنحلكم اياهم خلاف الاسلام من اليهودية والنصرانية ، فاني ما بعثتهم إلا بالحنفية . والشهداء جمع شهيد . و { إذ } ها هنا بدل من { إذ } الاولى ، والعامل فيها معنى الشهادة . وقيل بل العامل فيها حضر ، وكلاهما حسن . اللغة : والحاضر والشاهد من النظائر . ونقيض الحاضر الغائب . ويقال : حضر حضوراً ، واحضره إحضاراً ، واستحضره استحضاراً ، واحتضره احتضاراً ، وحاضره محاضرة . والحضر خلاف البدو . وحضرت القوم أحضرهم حضوراً : اذا شهدتم . والحاضر خلاف الغائب . واحضر الفرس إحضاراً : اذا عدا عدواً شديداً واستحضرته استحضاراً . والحضرة الجماعة من الناس ما بين الخمسة إلى العشرة . وحاضرت الرجل محاضرة وحضاراً : اذا عدوت معه . وحاضرته : اذا جانيته عند السلطان ، أو في خصومة ، ومحضر القوم مرجعهم إلى المياه بعد النجعة ، وفرس محضر . ولا يقال : محضاراً . وألقت الشاة حضيرتها يعني المشيمة وغيرها . والابل الحضار البيض . لا واحد لها من لفظها مثل الهجان سواء . وحضرة الرجل فناؤه وأصل الباب الحضور : خلاف الغيبة . الاعراب : وقوله { إلهاً واحداً } يحتمل انتصابه أحد أمرين : احدهما أن يكون حالا من قوله : { إلهك } : والآخر أن يكون بدلا من إلهك . وتكون الفائدة فيه التوحيد ، وانما قدم اسماعيل على اسحاق ، لأنه كان اكبرهم . وبه قال ابن زيد . وقوله : { ونحن له مسلمون } الجملة في موضع نصب على الحال . وقيل لا موضع لها ، لانها على الاستئناف و { إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } في موضع خفض . والعامل فيها ما عمل في ابائك ، لانه مبين له . كما تقول : مررت بالقوم : اخيك ، وغلامك وصاحبك . وانما قال : { آبائك } واسماعيل عم يعقوب ، لما قاله الفراء وابو عبيدة : من أن العرب تسمي العم أباً فالآية دالة على ان العمومة يسمون آباء . وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال : " ردّوا علي ابي " يعني العباس عمه فسمي العم أباً كما سمي الجد أباً من حيث يجب له التعظيم ، نحو ما يجب للأب ، وقد قرىء في الشواذ واله أبيك ، فعلى هذا ينجر اسماعيل واسحاق على العطف ، وهو غير المعنى الاول ، لانه مترجم عن الآباء وفي الثاني عطف غير ترجمة كما تقول رأيت غلام زيد وعمر ، أي غلامهما فكانه قال : لهم ولم يذكر بالابوة إلا ابراهيم وحده والقراءة الاولى هي المشهورة وعليها القراء .