Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 136-136)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قولوا آمنا بالله } يحتمل ان يكون جوابا على ما روي عن ابن عباس : أن نفراً من اليهود أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ، فقال أؤمن بالله وما أنزل الينا وما انزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط … إلى آخرها ـ ، فلما ذكر عيسى جحدوا بنبوته ، وقالوا : لا نؤمن بعيسى ولا نؤمن بمن آمن به ، فأنزل الله فيهم { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون } والثاني قال الحسن وقتادة : أمر الله المؤمنين أن يقولوا : { آمنا بالله وما أنزل إلينا } الآية ، وجعل ذلك محنة فيما بينهم وبين اليهود والنصارى . اللغة : والاسباط جمع سبط . قال تغلب : يقال : سبط عليه العطاء والضرب : اذا تابع عليه حتى يصل بعضه ببعض وانشد الثوري في قطيع بقر : @ كأنه سبط من الاسباط @@ شبهه بالجماعة من الناس يتتابعون في أمر . والسبط : جماعة . ومن ثم قيل لولد يعقوب أسباط . وشعر سبط : سلس منبسط . ومنه سمي الساباط لانبساطه بين الدارين حتى يجمعهما . والسباطة : الكناسة بعضها إلى بعض . وقال ابن دريد : السبط واحد الاسباط ، وهم أولاد اسرائيل . وقالوا : الحسن والحسين سبطا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أي ولداه . والسباطة ما سقط من سقط الشعر اذا سرحته . واخذت فلاناً سباط : اذا اخذته الحمى . والسبط من اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب . ويقال هو سبط الكفين : اذا كان طويل الاصابع . والسبط : قناة جوفاء مضروبة بالقصب يرمى فيها سهام صغار ينفخ نفخاً لا يكاد يخطىء وأصل الباب : السبط وهو التتابع . وقال الزجاج : السبط الجماعة الذين يرجعون إلى أب واحد . والسبط : الشجر . والسبط : الذين من شجرة واحدة . وقال قتادة : الاسباط يوسف واخوته ولد يعقوب اثني عشر رجلا فولد كل واحد منهم أمة من الناس . فسموا الاسباط وبه قال السدي والربيع وابن إسحاق . واسماء الاثني عشر ذكروهم : يوسف ويامين ، وروبيل ، ويهوذا ، وشمعون ، ولاوي ، ودان ، وقهاب ، ويشجر ، وتفنالى ، وجاذ ، واشر . ولا خلاف بين المفسرين انهم ولد يعقوب . وقال كثير من المفسرين : انهم كانوا انبياء . والذي يقتضيه مذهبنا انهم لم يكونوا أنبياء باجمعهم ، لانه وقع منهم من المعصية ما فعلوه مع يوسف ( ع ) ما لا خفاء به ، والنبي عندنا ، لا يجوز عليه فعل القبائح : لا صغيرها ، ولا كبيرها ، فلا يصح مع ذلك القول بنبوتهم . وليس في ظاهر القرآن أنهم كانوا انبياء وقوله تعالى : { وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } لا يدل على انهم كانوا أنبياء لأن الانزال يجوز أن يكون على بعضهم ممن كان نبياً ، ولم يقع منه ما ذكرناه من الافعال القبيحة . ويحتمل أن يكون المراد انهم امروا باتباعه . كما يقال : انزل الله إلى امة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) القرآن . كما قال : { وما أنزل إلينا } وان كان المنزل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لكن لما كانوا مأمورين بما فيه اضيف بانه انزل اليهم . ومعنى قوله : { لا نفرق بين أحد منهم } انا لا نؤمن ببعض الانبياء ونكفر ببعض ، كما فعلت اليهود والنصارى ، فكفرت اليهود بعيسى ومحمد ( صلى الله عليه وسلم ) وكفرت النصارى بسليمان ونبينا محمد صلى الله عليهما . وقوله تعالى : { ونحن له مسلمون } خاضعون بالطاعة . وقيل : مذعنون له بالعبودية وقيل مستسلمون لامره ، ونهيه اعتقاداً وفعلا قيل داخلون في حكم الاسلام الذي هو دينه ، كما قال : { إن الدين عند الله الإسلام } والفرق بين التفريق والفرق ان التفريق جعل الشيء مفارقا لغيره ، والفرق نقيض الجمع ، والجمع جعل الشيء مع غيره ، والفرق جعل الشيء لا مع غيره والفرق بالحجة هو البيان الذي يشهد ان الحكم لاحد الشيئين دون الآخر ، وفائدة الآية الامر بالايمان بالله والاقرار بالنبيين ، وما انزل اليهم من الكتب ليتعبدوا به من الاحكام ، والرد على من فرق بينهم فيما جمعهم الله عليه من النبوة .