Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 220-220)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الاعراب والمعنى : العامل في الضرف من قوله : { في الدنيا والآخرة } يحتمل أمرين : أحدهما - " يبين " على قول الحسن . والثاني - " يتفكرون " في قول غيره . وأجاز الزجاج الوجهين معاً . وكيفية فكرهم في الدنيا والآخرة ، قال قتادة : يتفكرون في أن الدنيا دار بلاء ، وفناء ، والآخرة دار جزاء وبقاء . اللغة : وقوله تعالى : { ويسألونك عن اليتامى } ، فهو جمع يتيم ، والفعل منه يتم ييتم يتماً ، كقولك : نكر نكراً . وحكى الفراء : يتم ييتم يتماً ، كشغل شغلا . وقوله : { وإن تخالطوهم } فالمخالطة : مجامعة يتعذر معها التمييز ، كمخالطة الخل للماء ، والماء للماء وما أشبه ذلك ، تقول : خلط يخلط خلطاً ، وخالطه خلاطاً ومخالطة ، واختلاطا ، وتخالطوا تخالطاً ، وخلطه تخليطاً ، وتخلّط تخلطاً . وأخلط الفرس : إذا قصر في جريه . واستخلط الفحل : اذا خالط ثيله حياء الناقة والخلاط : الجنون ، لاختلاط الأمور على صاحبه . والخليطان : الشريكان ، لاختلاط أموالهما . والخليط : القوم أمرهم واحد . والخلاط : داء في الجوف . ورجل خلط : متحبب الى الناس ، لطلبه الاختلاط بهم . المعنى : ومعنى الآية الاذن لهم فيما كانوا متحرّجون منه من مخالطة الأيتام في الأموال : من المأكل ، والمشرب والمسكن ، ونحو ذلك ، فأذن الله لهم في ذلك إذا تحرّوا الاصلاح بالتوفير على الأيتام - في قول الحسن ، وغيره - وهو المروي في أخبارنا . الاعراب : وقوله : { فإخوانكم } رفع على فهم أخوانكم خالطموهم أو لم تخالطوهم ، وقوله : { فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً } نصب على فصلّوا وهو حال الصلاة خاصه لا حال معنى فأنتم رجال أو ركبان ، كيف تصرفت الحال . ويجوز - في العربية - فاخوانكم على النصب على تقدير : فاخوانكم تخالطون ، والوجه الرفع ، لما بيناه . اللغة : وقوله : { ولو شاء الله لأعنتكم } معناه : التذكير بالنعمة في التوسعة على ما توجبه الحكمة مع القدرة على التضييق الذي فيه أعظم المشقة ، والاعنات : الحمل على مشقة لا تطاق فعلا . وعنت العظم عنتاً اذا أصابه وهن أو كسر ، وأعنته إعناتاً إذا عسفه بالحمل على مكروه لا يطيقه . وعنت عنتاً إذا اكتسب مأثماً ، وتعنته تعنتاً إذ لبس عليه في سؤاله له . والاكمة العنوت : هي الطويلة من الآكام ، وأصل الباب المشقة . المعنى : وقال البلخي : في هذه الآية دلالة على فساد قول من قال : إنه تعالى لا يقدر على الظلم ، لأن الاعنات - بتكليف ما لا يجوز في الحكمة - مقدور له ، إذ لو يشاء لفعله . وقال الجبائي : لو أعنتهم لكان جائزاً حسناً ، لكنه تعالى وسع على العباد ، لما في التوسعة من تعجيل النعمة . وفي الآية دلالة على بطلان قول المجبرة في البدل ، وتكليف ما لا يطاق ، أما البدل ، فلأنهم يذهبون الى النهي عن الكفر الموجود في حالة بأن يكون الايمان بدلا منه ، وهذا أعظم ما يكون من الاعنات ، لأنه أمر له بالمحال ، هو ليكن منك الايمان بدلا من الكفر الموجود في الحال ، وكذلك النهي فيما لم يكن منك ما هو كائن من الكفر الموجود في الحال كل ذلك محال ، وكذلك الأمر بالايمان ، من لم يقدر على الايمان ، فاذا لم يفعله عُذّب بأشد العذاب ، وإذا لم يكلف من الممكن ما فيه مشقة وشدة ، للمظاهرة على عباده بالنعمة ، لم يجز أن يكلف ما ليس على قدره ، لأنه أسوء تناقض المظاهرة بالنعمة . وقوله : { إن الله عزيز حكيم } أي يفعل بعزته ما يحب ، لا يدفعه عنه دافع . { حكيم } ذو حكمة فيما أمركم به من أمر اليتامى وغيره .