Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 47-47)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : قد مضى تفسير مثل هذا في ما تقدم فلا وجه لاعادته . وأما قوله : { وأني فضلتكم على العالمين } ذكرهم الله تعالى من الآية ونعمه عندهم بقوله : { وأني فضلتكم على العالمين } فضلت اسلافكم ، فنسب النعمة إلى آبائهم واسلافهم ، لأنها نعمة عليهم منه ، لأن مآثر الآباء مآثر الابناء ، والنعم عند الاباء نعم عند الأبناء لكون الابناء من الآباء . وقوله { فضلتكم } . اللغة : فالتفضيل ، والترجيح ، والتزييد ، نظائر . والتفضيل نقيضه : التسوية . يقال : فضله وتنقصه على وجهة النقص ونقيض التزييد : التنقيص . يقال : فضل فضلا وافضل افضالا . وتفضل تفضلا واستفضل استفضالا . وتفاضلوا تفاضلا وفاضله مفاضلة . وفضله تفضيلا . والمفضال : اسم المفاضلة . والفضيلة : الدرجة الرفيعة في الفضل . والتفضل : التوشح . ورجل فضل : متفضل . وامرأة متفضلة ، وعليها ثوب فضل : اذا خالفت بين طرفيه على عاتقها فتتوشح به قال الشاعر : @ " اذا تعود فيه الفسه الفضل " @@ وافضل فلان على فلان : اذا أناله من خيره وفضله ، واحسن اليه . وافضل فلان من الطعام والأرض والخبز : اذا ترك منه شيئاً . لغة أهل الحجاز : فضل يفضل ورجل مفضال : كثير المعروف والخير . والفضائل : واحدها فضيلة . وهي المحاسن . والفواضل : الأيادي الجميلة . وثوب المفضل : ثوب تخفف به المرأة في بيتها والجمع مفاضل . وامرأة مفضل : اذا كان عليها مفضل . واصل الباب : الزيادة . والافضال ، والاحسان ، والانعام نظائر . ويقال فضله : اذا اعطاه الزيادة وفضله اذا حكم له بالزيادة . فان قيل لم كرر قوله : { يا بني إسرائيل } ؟ قلنا : لأنه لما كانت نعم الله هي الأصل فيما يجب فيه شكره وعبادته ، احتيج إلى تأكيدها . كما يقول القائل : اذهب اذهب : اعجل اعجل وغير ذلك في الأمر المهم ، وايضاً فان التذكير الأول ورد مجملا ، وجاء الثاني مفصلا ، كأنه قال اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم فيما انتم عليه من المنافع التي تتصرفون فيها وتتمتعون بها ، وإني فضلتكم على العالمين . ودل هذا على قوله : { وأني فضلتكم على العالمين } لأنها احدى الخصال التي ذكروا بها وجاءت عاطفة فدلت على خصلة قبلها : اما مذكورة او مقدرة . وإنما فضلوا بما ارسل الله فيهم من كثرة الرسل وانزل عليهم من الكتب : وقيل : تكثرة من جعل فيهم من الانبياء ، وما انزل الله عليهم من المن والسلوى إلى غير ذلك من النعمة العظيمة من تغريق فرعون عدوهم ، ونجاتهم من عذابه ، وتكثير الآيات التي يخف معها الاستدلال ، ويسهل بها كثرة المشاق . وهو قول اكثر أهل العلم كابي الغالية ، وغيره . ونظير هذه الآية قوله { وإذ نجيناكم من آل فرعون } { وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } . وقوله { على العالمين } المعنى : قال أكثر المفسرين : انه أراد الخصوص ومعناه عالمي زمانهم . ذهب اليه قتادة والحسن وابو الغالية ومجاهد وغيرهم . وقال بعضهم : اذا قلت فضل زيد على عمرو في الشجاعة لم يدل على انه أفضل منه على الاطلاق ، ولا في جميع الخصال فعلى هذا يكون التخصيص في التفضيل لا في العالمين . وامة نبينا محمد " صلى الله عليه وسلم " أفضل من أولئك بقوله : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وعليه اجماع الامة ، لأنهم اجمعوا على ان امة محمد " صلى الله عليه وسلم " أفضل من سائر الامم كما ان محمداً " صلى الله عليه وسلم " أفضل الأنبياء من ولد آدم " ع " .