Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 21-25)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اخبر الله تعالى أن العصا حين صارت حية تسعى خاف موسى منها فقال الله له { خذها } يا موسى فانا { سنعيدها } الى ما كانت اول شيء فى يدك عصى . ومعنى { خذها } تناولها بيدك . و ( الخوف ) انزعاج النفس بتوقع الضرر ، خافه خوفاً ، فهو خائف وذاك مخوف . وضد الخوف الأمن ، ومثل الخوف الفرغ والذعر ، والاعادة ردّ الشيء ثانية الى ما كان عليه أول مرة . ومثل الاعادة التكرير والترديد . والمعنى سنعيدها خلقتها الاولى ، وقد يقال : الى سيرتها . والسيرة مرور الشيء في جهة ، من سار يسير سيرة حسنة او قبيحة . وكان مستمر على حال العصا فاعيدت الى تلك الحال . ونظير السيرة الطريقة . وقيل المعنى سنعيدها الى سيرتها ، فانتصب باسقاط الخافض . وقوله { واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء } قيل فى معناه قولان : احدهما - الى جنبك ، قال الراجز : @ اضمه للصدر والجناح @@ الثاني - الى عضدك واصل الجنوح الميل ، ومنه جناح الطائر ، لانه يميل به فى طيرانه حيث شاء . والجنب فيه جنوح الاضلاع . واصل العضد من جهته تميل اليد حيث شاء صاحبها . وقال ابو عبيدة : الجناحان الناحيتان . وقوله { تخرج بيضاء من غير سوء } اي من غير برص - في قول ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي والضحاك - وقوله { آية أخرى } قيل في نصبها قولان : احدهما - على الحال . والاخر على المفعولية ، اي نعطيك آية أخرى ، فحذف لدلالة الكلام عليه ، فالآية الاولى قلب العصا حية والاخرى اليد البيضاء من غير سوء . وقيل انه امره ان يدخل يده في فمها فيقبض عليها ، فادخل يده في فمها فصارت يده بين الشعبتين اللتين كانتا في العصا ، وصارت الحية فى يده عصاً كما كانت . وقوله { لنريك من آياتنا الكبرى } معناه قلب العصا حية لنريك من آياتنا وحججنا الكبرى منها ، ولو قال الكبر على الجمع كان وصفاً لجميع الآيات ، وكان جائزاً . ثم قال تعالى له { إذهب إلى فرعون } اي امض اليه وادعه الى الله ، وخوفه من عقابه ، فانه طغى ، أي تجاوز قدره في عصيان الله ، وتجاوز به قدر معاصي الناس ، يقال : طغى يطغى طغياناً ، فهو طاغ ، ونظيره البغي على الناس ، وهم الطغاة والبغاة . فقال عند ذلك موسى يا { رب اشرح لي صدري } اى وسع لي صدرى ، ومنه شرح المعنى اى بسط القول فيه .