Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 26-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا ايضاً اخبار عما سأل الله تعالى موسى ، فانه سأل ان ييسر له أمره ، أي يسهله عليه ويرفع المشقة عنه ويضع المحنة ، يقال : يسره تيسيراً ، فهو ميسر ونقيضه التعسير ، ومنه اليسر واليسير . والحل نفي العقد بالفرق ، حله يحله حلا ، فهو حال والشيء محلول . وضد الحل العقد ، ونظيره الفصل والقطع . والعقدة جملة مجتمعة يصعب حلها متفلكة ، عقد يعقد عقداً وعقدة ، فهو عاقد والشيء معقود ، ويقال : انه كان فى لسان موسى ( ع ) رثة وهي التي لا يفصح معها بالحروف شبه التمتمة وغيرها . وقيل : إن سبب العقدة في لسانه أنه طرح جمرة في فيه لما اراد فرعون قتله ، لانه اخذ لحيته وهو طفل فنتفها ، فقالت له آسية : لا تفعل ، فانه صي لا يعقل ، وعلامته انه اخذ جمرة من طست فجعلها في فيه . ذكره سعيد بن جبير ومجاهد والسدي . وقوله { يفقهوا قولي } أي يفقهوه إذا حللت العقدة من لساني افصحت بما اريد . وسأله ايضاً أن يجعل له وزيراً يؤازره على المضي الى فرعون ويعاضده عليه . والوزير حامل الثقل عن الرئيس ، مشتق من الوزر الذي هو الثقل ، واشتقاقه ايضاً من الوزر ، وهو الذى يلجأ اليه من الجبال والمواضع المنيعة . وقوله { هارون أخي } قيل فى نصب { هارون } وجهان : احدهما - على انه مفعول { اجعل } الاول و { وزيراً } المفعول الثاني على جهة الخبر . والوجه الثاني - ان يكون بدلا من { وزيراً } وبياناً عنه . فقيل : ان الله حل اكثر ما كان بلسانه إلا بقية منه بدلالة قوله { ولا يكاد يبين } في قول ابي علي . وقال الحسن : ان الله استجاب دعاءه ، فحل العقدة من لسانه . وهو الصحيح ، لقوله تعالى { قد أوتيت سؤلك يا موسى } ويكون قول فرعون { ولا يكاد يبين } انه لا يأتي ببيان يفهم كذباً عليه ليغوي بذلك الناس ويصرف به وجوههم عنه .