Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 106-112)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى { إن في هذا } المعنى الذي أخبرتكم به ، مما توعدنا به الكفار ، من النار والخلود فيها ، وما وعدنا به المؤمنين من الجنة والكون فيها { لبلاغاً } وقيل : { إن في هذا } يعني القرآن { لبلاغاً } أي لما يبلغ الى البغية من أخذ به ، وعمل عليه . والبلوغ الوصول . والبلاغ سبب الوصول الى الحق ، ففي البرهان بلاغ ، والقرآن دليل وبرهان . وقيل : معناه إنه يبلغ رضوان الله ومحبته وجزيل ثوابه { لقوم عابدين } لله مخلصين له . ثم قال لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) { وما أرسلناك } يا محمد { إلا رحمة للعالمين } أي نعمة عليهم ، ولأن ترحمهم . وفي الآية دلالة على بطلان قول المجبرة فى أنه : ليس لله على الكافرين نعمة . لانه تعالى بين ان إرسال الله رسوله نعمة على العالمين . وعلى كل من أرسل اليهم . ووجه النعمة على الكافر انه عرضه للايمان ولطف له فى ترك معاصيه . وقيل : هي نعمة على الكافر بأن عوفي مما اصاب الأمم قبلهم من الخسف والقذف - في قول ابن عباس - ثم قال له ( صلى الله عليه وسلم ) قل لهم { إنما يوحي الي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون } اي مسلمون لهذا الوحي الذي أوحي الي ، من اخلاص الالهية والعبادة لله تعالى . ثم قال { فإن تولوا } يعني إن اعرضوا عن هذا الذي تدعوهم اليه من إخلاص التوحيد ، فقل لهم { آذنتكم على سواء } أي اعلمتكم على سواء في الايذان تتساوون في العلم به لم اظهر بعضكم على شيء كتمته عن غيره ، وهو دليل على بطلان قول أصحاب الرموز ، وأن للقرآن بواطن خص بالعلم بها اقوام . وقيل على سواء في العلم اني صرت مثلكم ، ومثله قوله { فانبذ إليهم على سواء } أي ليستوي علمك وعلمهم . وقيل معناه : لتستووا في الايمان به . وقوله { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون } معناه لست اعلم ان ما وعدكم الله به من العقاب اقريب مجيؤه ام بعيد . وقوله { وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين } اي لست ادري لعل التأخير شدة في عبادتكم يظهر بها ما هو كالسر فيكم من خير أو شر ، فيخلص الجزاء بحسب العمل . واصل الفتنة التخليص بالشدة ، كتخليص الذهب بشدة النار من كل شائب من غيره . وقيل { فتنة لكم } اي اختبار لكم { ومتاع إلى حين } أي تتمتعون الى الوقت الذي قدره الله لاهلاككم . ثم قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) { قل } يا محمد { رب احكم بالحق } انما أمره أن يدعو بما يعلم انه لا بد أن يفعله تعبداً ، لانه إذا دعا بهذا ظهرت رغبته في الحق الذي دعا به . وقال قتادة : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اذا شهد قتالا قال { رب احكم بالحق } بيني وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع . وقرأ حفص وحده { قال رب أحكم } على الخبر . الباقون على الامر ، وضم الباء ابو جعفر اتباعاً لضم الكاف . الباقون بكسرها على أصل حركة إلتقاء الساكين . وقوله { وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون } أي على ما تذكرون ، مما ينافي التوحيد . وحكي عن الضحاك انه قرأ { قال ربي أحكم } باثبات الياء ، وهو خلاف ما في المصاحف ، ويكون على هذا { ربي } مبتدأ و { أحكم } خبره ، كقوله { الله أحسن الخالقين } وقرا ابن ذكوان عن ابن عامر { عما يصفون } بالياء يعني على ما يكذب هؤلاء الكفار من انكار البعث . الباقون بالتاء على الخطاب لهم بذلك .