Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-105)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ اهل الكوفة إلا ابا بكر { للكتب } على الجمع . الباقون { للكتاب } على التوحيد . وقرأ حمزة وحده { الزبور } بضم الزاي . من ضم الزاي أراد الجمع . ومن فتحها اراد الواحد . يقال : زبرت الكتاب أزبره زبراً إذا كتبته . لما اخبر الله تعالى : ان الكفار حصب جهنم وانهم واردون النار ، وداخلون فيها مؤبدين ، اخبر { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } يعني الوعد بالجنة . وقيل : الحسنى الطاعة لله تعالى يجازون عليها في الآخرة بما وعدهم الله به . واخبر تعالى ان من هذه صفته مبتعد عن النار ناء عنها ، ويكونون بحيث { لا يسمعون حسيسها } يعني صوتها ، الذي يحس ، وإنهم في ما تشتهيه أنفسهم من الثواب والنعيم خالدون والشهوة طلب النفس للذة يقال : اشتهى شهوة ، وتشهى تشهياً ، ونقيض الشهوة تكره النفس ، فالغذاء يشتهى والدواء يتكره . وقيل : الحسنى الجنة التي وعد الله بها المؤمنين . وقال ابن زيد : الحسنى السعادة لأهلها من الله ، وسبق الشقاء لأهله ، كأنه يذهب الى ان معنى الكلمة انه : سيسعد أو أنه سيشقى . وقال الحسن ومجاهد : الذين سبقت لهم منا الحسنى عيسى ، وعزير ، والملائكة الذين عبدوا من دون الله ، وهم كارهون ، استثناهم من جملة من اخبر انهم مع الكفار فى جهنم . وقوله { لا يحزنهم الفزع الأكبر } معناه لا يغم الذين سبقت لهم من الله الحسنى الفزع الاكبر . ومن ضم الياء أراد لا يفزعهم الفزع الاكبر . قال ابن جبير ، وابن جريج : هو عذاب النار ، على أهلها . وقال ابن عباس : هي النفخة الأخيرة . وقال الحسن : هو حين يؤمر بالعبد الى النار { وتتلقاهم الملائكة } قيل تتلقاهم الملائكة بالتهنئة ويقولون لهم { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } به أي تخوفون بما فيه من العقاب ، وترغبون فيما فيه من الثواب . وقوله { يوم نطوي السماء } يحتمل نصب { يوم } وجهين : احدهما - أن يكون بدلا من { توعدون } لان تقديره توعدونه . الثاني - انه نعدكم يوم نطوي السماء . وقوله { كطي السجل للكتاب } فالسجل الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتابة ، فشبه الله تعالى طي السماء يوم القيامة بطي الكتاب - فى قول ابن عباس ومجاهد - وقال ابن عمر ، والسدي : السجل ملك يكتب اعمال العباد . وقال ابن عباس - في رواية أخرى - السجل كاتب كان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) والتقدير كطي الكتاب السجل ، واللام مؤكدة . ويحتمل أن يكون المعنى كطي السجل ، وقد تم الكلام . ثم قال للكتب أي لما كتبناه وعلمناه ، فعلنا ذلك ، كما قال { ولولا كلمة سبقت } وقوله { كما بدأنا أول خلق نعيده } المعنى نعيد الخلق كما بدأناه . قال ابن عباس : معناه انه يهلك كل شيء ، كما كان أول مرة . ثم قال : إن الذي ذكرناه وعيد منا لازم نفعله لا محالة . ثم قال تعالى { ولقد كتبنا في الزبور } قيل الزبور كتب الانبياء { من بعد الذكر } من بعد كتبه في أم الكتاب - في قول سعيد بن جبير ومجاهد وابن زيد . وقيل : الزبور ، زبور داود ، من بعد الذكر فى توراة موسى - في قول الشعبي - وقال قوم { من بعد الذكر } معناه قبل الذكر الذي هو القرآن ، حكاه ابن خالويه . وقوله { إن الأرض يرثها عبادي الصالحون } قال ابن عباس وسعيد بن جبير وابن زيد : يعني أرض الجنة يرثها الصالحون من عباد الله ، كما قال { وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنة حيث نشاء } وقيل : هي الارض في الدنيا التي تصير للمؤمنين في أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) من بعد اجلاء الكفار عنها - فى رواية اخرى - عن ابن عباس . وقيل : يعني أرض الشام ، يرثها الصالحون من بني اسرائيل ذكره الكبي . وعن ابي جعفر ( ع ) إن ذلك وعد للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الارض .