Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-75)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابن كثير وابو عمرو ، ونافع ، وعاصم " خرجاً " بلا ألف " فخراج " بألف . وقرأ حمزة والكسائي { خراجاً فخراج } بالالف فيهما . وقرأ ابن عامر " خرجاً فخرج " بلا ألف فيهما . معنى قوله { ولو اتبع الحق أهواءهم } ان الحق لما كان يدعو الى الافعال الحسنة . والاهواء تدعو إلى الافعال القبيحة ، فلو اتبع الحق داعي الهوى لدعاه الى قبيح الاعمال والى ما فيه الفساد والاختلاط ، ولو جرى الامر على ذلك { لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن } ووجه فساد العالم بذلك : انه يوجب بطلان الادلة وامتناع الثقة بالمدلول عليه ، وانه لا يؤمن وقوع الظلم ، الذي لا ينصف منه ، وتختلط الامور أقبح الاختلاط ولا يوثق بوعد ، ولا وعيد ، ولا يؤمن إنقلاب عدل الحكيم . وهذا معنى عجيب . وقال قوم من المفسرين : إن الحق - فى الآية - هو الله والتقدير : ولو اتبع الحق أعني الله أهواء هؤلاء الكفار ، وفعل ما يريدونه لفسدت السموات والارض . وقال الجبائي : المعنى لو اتبع الحق - الذى هو التوحيد - أهواءهم فى الاشراك معه معبوداً سواه ، لوجب ان يكون ذلك المعبود مثلا له ولصح بينهما الممانعة ، فيؤدي ذلك الى الفساد ، كما قال تعالى { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } والهوى ميل النفس الى المشتهى من غير داعي الحق ، كما قال تعالى { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى } فلا يجوز لاحد أن يفعل شيئاً لانه يهواه . ولكن يفعله لانه صواب ، على انه يهواه أو لانه يهواه مع أنه صواب حسن جائز . وقال ابو صالح . وابن جريج : الحق هو الله ، وقال الجبائي معنى { ولو اتبع الحق أهواءهم } فيما يعتقدون من الآلهة { لفسدت السماوات والأرض } كقوله { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } . وقوله { بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون } . قال ابن عباس : معنى الذكر البيان للحق . وقال غيره : الذكر الشرف . كقوله { وإنه لذكر لك ولقومك } وكل ذلك يراد به القران . ثم قال { أم تسألهم } يا محمد { خرجاً } أي اجراً على العمل - فى قول الحسن - وأصل الخرج والخراج واحد ، وهو الغلة التي تخرج على سبيل الوظيفة منه . ومنه خراج الارض ، وهما مصدران لا يجمعان . ثم قال { فخراج ربك } أي أجر ربك { خير وهو خير الرازقين } يعني الله خير من يرزق . وفى ذلك دلالة على أن غير الله قد يرزق باذنه ، ولولا ذلك لم يجز { خير الرازقين } . ثم قال لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) { وإنك } يا محمد { لتدعوهم } أي هؤلاء الكفار { إلى صراط مستقيم } من التوحيد ، واخلاص العبادة ، والعمل بالشريعة { وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة } يعني من لا يصدقون بالبعث يوم القيامة { عن الصراط } صراط الحق { لناكبون } أي عادلون عن دين الحق . وقال الجبائي : معناه لناكبون فى الآخرة عن طريق الجنة ، بأخذهم يمنة ويسرة إلى النار . ثم قال تعالى { ولو رحمناهم } في الاخرة ورددناهم الى دار الدنيا ، وكلفناهم فيها { للجوا في طغيانهم يعمهون } كما قال { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } وقال ابن جريج يريد فى الدنيا أي { لو أنا رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر } وجوع ونحوه { للجوا في طغيانهم } أي فى غوايتهم { يعمهون } أي يترددون .