Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 76-80)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول الله تعالى انا اخذنا هؤلاء الكفار الذين ذكرناهم بالعذاب . وقيل : هو الجدب وضيق الرزق ، والقتل بالسيف { فما استكانوا لربهم } أي لم يذلوا عند هذه الشدائد ، ولم يتضرعوا اليه ، فيطلبوا كشف البلاء منه تعالى عنهم بالاستكانة له ، والاستكانة طلب السكون خوفاً من السطوة . يقال : استكان الرجل استكانة إذا ذل عند الشدة . وقوله { حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون } فالفتح فرج الباب بطريق يمكن السلوك فيه ، فكأنه فتح عليهم باباً أتاهم منه العذاب . وقيل : ان ذلك حين دعا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " اللهم سنين كسني يوسف " فجاعوا حتى أكلوا العلهز وهو الوبر بالدم فى قول مجاهد . وقال ابن عباس : هو القتل يوم بدر . وقال الجبائي فتحنا عليهم باباً من عذاب جهنم فى الآخرة . والابلاس الحيرة لليأس من الرحمة ، يقال : أبلس فلان إبلاساً إذا بهت عند انقطاع الحجة . وقوله { وهو الذي أنشأكم } أي أوجدكم ، واخترعكم من غير سبب { وجعل لكم السمع والأبصار } أي وخلق لكم السمع تسمعون به الاصوات والابصار تبصرون بها المرئيات وخلق لكم { الأفئدة } وهو جمع فؤاد ، وهو القلب { قليلاً ما تشكرون } نصب { قليلاً } على المصدر و { ما } صلة ، وتقديره تشكرون قليلا لهذه النعم التي أنعم بها عليكم . ثم قال { وهو الذي ذرأكم } اي خلقكم وأوجدكم { في الأرض وإليه تحشرون } يوم القيامة ، فيجازيكم على أعمالكم إما الثواب أو العقاب . والمراد إلى الموضع الذي يختص تعالى بالتصرف فيه ، ولا يبقى لاحد هناك ملك . وقال الفراء : وهو الذي خلق السماوات والارض أي اخترعهما ، وانشأهما ، وقدرهما على ما فيهما من انواع المخلوقات ، ليدل بها على توحيده وألا إله سواه { وله اختلاف الليل والنهار } اي له مرورهما يوماً بعد ليلة . وليلة بعد يوم ، كما يقال إذا اتى الرجل الدار مرة بعد مرة : هو يختلف الى هذه الدار . وقيل : معناه وله تدبيرهما بالزيادة والنقصان . ثم قال { أفلا تعقلون } فتفكرون في جميع ذلك ، فتعلمون انه لا يستحق الالهية سواه ، ولا تحسن العبادة إلا له .