Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 1-1)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير وابو عمرو { وفرضناها } بتشديد الراء . الباقون بتخفيفها . وفسر ابو عمرو قراءته بمعنى فصلناها وبيناها بفرائض مختلفه ، والتقدير هذه { سورة } لان النكرة لا يبتدأ بها . وقال غيره : معنى التشديد حددنا فيها الحلال والحرام . وقال قتادة : معنى التشديد : قد بيناها . وقيل : معنى التشديد : جعلناها عليكم وعلى من بعدكم الى قيام الساعة ، ومن خفف أراد من الفريضة أي فرض فيها الحلال والحرام ، والفرض مأخوذ من فرض القوس وهو الحز الذي فيه الوتر ، والفرض ايضاً نزول القرآن قال الله تعالى { إن الذي فرض عليك القرآن } أي انزل . وارتفع { سورة } على تقدير هذه { سورة } إلا انه حذف على تقدير التوقع لما ينزل من القرآن . والسورة المنزلة الشريفة قال الشاعر : @ ألم تر أن الله اعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب @@ فسميت السورة من القرآن بذلك لهذه العلة . والفرض هو التقدير - فى اللغة - وفصل بينه وبين الواجب ، بأن الفرض واجب بجعل جاعل ، فرضه على صاحبه ، كما انه أوجبه عليه ، والواجب قد يكون واجباً من غير جعل جاعل ، كوجوب شكر المنعم ، فجرى مجرى دلالة الفعل على الفاعل في انه يدل من غير جعل جاعل كما تجعل العلامة الوضعية ، إلا أن الله تعالى لا يوجب على العبد الا ما له صفة الوجوب في نفسه ، كما لا يرغب الا في ما هو مرغوب فى نفسه . وقوله { أنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون } فمعنى ( الآيات ) الدلالات على ما يحتاج الى علمه مما قد بينه الله فى هذه السورة ، ونبه على ذلك من شأنها لينظر فيه طالب العلم ويفوز ببغيته منه ، والتقدير ، وفرضنا فرائضها . واضاف الفرائض الى السورة ، وهي بعضها ، لدلالة الكلام عليه ، لانها مفهومة منها و { بينات } معناه ظاهرات واضحات . وقوله { لعلكم تذكرون } معناه لكي تذكروا الدلائل التي فيها ، فتكون حاضرة لكم لتعملوا بموجبه وتلتزموا معانيه .