Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 26-30)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى إن { الملك } الذي هو السلطان بسعة المقدور وتدبير العباد فى ذلك اليوم ووصفه بأنه الحق { للرحمن } الذي أنعم على جميع خلقه ، وأن ذلك اليوم كان على الكافرين عسيراً ، يعني صعباً شديداً ، والعسير هو الذي يتعذر طلبه ، ونقيضه اليسير . والحق هو ما كان معتقده على ما هو به ، معظم في نفسه ، ولذلك وصفه تعالى بأنه الحق ووصف ملكه ايضاً بأنه الحق لما ذكرناه . وقيل { الملك } على ثلاثة أضرب : ملك عظمة ، وهو لله تعالى وحده . وملك ديانة بتمليك الله تعالى . وملك جبرية بالغلبة . ثم قال تعالى أن فى ذلك اليوم { يعض الظالم على يديه } تلهفاً على ما فرط فى جنب الله ، فى ارتكاب معصيته . وقيل : إن الآية نزلت في أبي بن خلف ، وعقبة ابن ابي معيط ، وَكانا خليلين ارتدّ أبي ، لما صرفه عن الاسلام عقبة . وقتل عقبة ابن أبي معيط يوم بدر صبراً . وقتل أبي بن خلف يوم احد ، قتله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بيده ، ذكره قتادة . وقال مجاهد : الخليل - ها هنا - الشيطان ، وفلان كناية عن واحد بعينه من الناس ، لأنه معرفة . وقال ابن دريد ، عن أبي حاتم عن العرب : أنهم يكنوا عن كل مذكر بفلان ، وعن كل مؤنث بفلانة . وإذا كنوا عن البهائم أدخلوا الألف واللام ، فقالوا الفلان والفلانة . ثم بين أنه يتبرأ منه بأن يقول : والله { لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني } يعني أغواني عن اتباع الذكر الذي هو النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ويحتمل أن يكون اراد القرآن . ثم بين فقال { وكان الشيطان للإنسان خذولاً } يخذله في وقت حاجته ومعاونته ، لانه على باطل { وقال الرسول } أي ويقول الرسول { إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً } وقيل في معناه قولان : احدهما - قال محمد ، وابراهيم : انهم قالوا فيه هجراً أي شيئاً من القول القبيح لزعمهم انه سحر ، وانه اساطير الاولين . والثاني - قال ابن زيد : هجروا القرآن باعراضهم عنه ، وترك ما يلزمهم فيه ويشهد لهذا قوله { لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه } ومثل ( قال ) بمعنى ( يقول ) قول الشاعر : @ مثل العصافير أحلاماً ومقدرة لو يوزنون بزف الريش ما وزنوا @@ اي ما يوزنون ، واما قول الشاعر : @ إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً مني وما سمعوا من صالح دفنوا @@ فهذا فى الجزاء .