Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 1-3)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثلاث آيات في الكوفى خاصة . واثنتان في الباقي . ولم يعد { طسم } آية إلا أهل الكوفة . قرأ حمزة والكسائي وخلف ويحيى والعليمي " طسم ، وطس " بامالة الطاء فيهما . الباقون بالتفخيم ، وأظهر - النون من هجاء سين عند الميم - حمزة وأبو جعفر إلا أن أبا جعفر يقطع الحروف . الباقون يخفونها قال ابوا علي الفارسي : تبيين النون من { طسم } على قراءة حمزة هو الوجه ، لأن حروف الهجاء في تقدير الانفصال والانقطاع مما بعدها ، وإذا ثبت ذلك وجب أن تبين النون لأنها تخفى اذا اتصلت بحرف من حروف الفم ، فاذا لم يتصل بها ، لم يكن هناك ما يوجب إخفاؤها . ووجه إخفائها مع هذه الحروف أن همزة الوصل قد وصلت ولم تقطع ، وهمزة الوصل إنما تذهب في الدرج فكما سقطت همزة الوصل ، وهي لا تسقط إلا في الدرج مع هذه الحروف في ( الف لام ميم ) الله ، كذلك لا تبين النون ، ويقدر فيها الاتصال بما قبلها ، ولا يقدر الانفصال . قيل إنما عد { طسم } آية ، ولم يعد ( طس ) لأن ( طس ) تشبه الاسم المنفرد ، نحو ( قابيل ، وهابيل ) وليس كذلك { طسم } . ووجه الشبه بالزنة أن أوله لا يشبه حروف الزيادة التي هي حروف المد واللين ، نحو ( يس ) وليس شيء على وزن المفرد يعد إلا ( ياسين ) لان الياء تشبه حروف الزيادة فقد رجع إلى انه ليس على زنة المفرد . وقد بينا فيما مضى معاني هذه الحروف المقطعة في أول سورة البقرة ، فلا نطول باعادته . وقد بينا قول من قال . إنها اسماء السور . وقال قتادة والضحاك : ان ( طسم ، وطس ) اسم من اسماء القرآن . وقوله { تلك آيات الكتاب المبين } انما أشار بـ { تلك } إلى ما ليس بحاضر لأنه متوقع ، فهو كالحاضر بحضور المعنى للنفس ، وتقديره : تلك الآيات آيات الكتاب . وقيل : تلك الآيات التي وعدتم بها هي القرآن . وقيل : ان { تلك } بمعنى ( هذا ) ومعنى { الكتاب } القرآن ، ووصفه بأنه { المبين } لأن به تتبين الاحكام ، لأن البيان اظهار المعنى للنفس بما يتميز به عن غيره ، وهو مأخوذ من البينونة ، وهي التفرقة بين الشيء وغيره . فالمبين الذي يبين الحق من الباطل . وسمي أيضاً فرقاناً ، لانه يفرق بين الحق والباطل . وقوله { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } قيل فيه قولا : الأول - قال ابن عباس وقتادة : معناه لعلك قاتل نفسك . والثاني قال ابن زيد : مخرج نفسك من جسدك . والبخع القتل ، قال ذو الرمة : @ الا أيهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر @@ وقال ابن عباس معنى { أن لا يكونو مؤمنين } فيه أي في القرآن وقال الفراء موضع { أن } نصب بـ { باخع } ، لان { أن } جزاء ، كانه قال : ان لم يكونوا مؤمنين فأنت قاتل نفسك ، فلما كان ماضياً نصب { أن } كما تقول : اتيك { أن } تأتيني ، ولو لم يكن ماضياً لقلت : آتيك ان تأتني ، ولو كانت مجزومة مع كسر { أن } كان جائزاً ، ومثله { لا يجرمنكم شنآن قوم أن } بالفتح والكسر .