Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-5)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قد بينا معنا الحروف التي في أوائل السور فيما تقدم بما لا نحتاج معه إلى إعادته ، وقد بينا قول من قال إنها أسماء للسور . وقال قوم { طس } اسم من اسماء القرآن . وقوله { تلك } إشارة إلى ما وعدوا بمجيئه من القرآن . وقيل ان " تلك " بمعنى ( هذا ) وآيات القرآن هي القرآن ، وانما أضافها اليه ، كما قال { إنه لحق اليقين } والقرآن والكتاب معناهما واحد ، ووصفه بالوصفين ليفيد أنه مما يظهر بالقراءة ، ويظهر بالكتابة ، وهو بمنزلة الناطق بما فيه من الامرين جميعاً وذلك يبطل قول من قال : ان كلام الله شيء واحد لا يتصرف بالقراءة والكتابة . ووصفه بأنه مبين تشبيه له بالناطق بكذا ، وإذا وصفه بأنه بيان جرى مجرى وصفه له بالنطق بكذا في ظهور المعنى به للنفس . والبيان هو الدلالة التي تبين بها الاشياء . والمبين المظهر ، وحكم القرآن الموعظة بما فيها من الترغيب والترهيب والحجة الداعية إلى الحق الصارفة عن الباطل ، وأحكام الشريعة التي فيها مكارم الاخلاق ومحاسن الافعال ، والمصلحة فيما يجب من حق النعمة لله تعالى ما يؤدي إلى الثواب ويؤمن من العقاب . ثم وصفه بأنه { هدى وبشرى للمؤمنين } وموضع { هدى } نصب على الحال ، وتقديره هادياً ومبشراً ، ويجوز أن يكون رفعاً على تقدير هو { هدى وبشرى للمؤمنين } والمعنى ان ما فيه من البيان والبرهان يهديهم إلى الحق ، وما لهم في وجه كونه معجزاً الذي فيه من اللطف ما يؤديهم إلى الثواب ويبشرهم بالجنة . ثم وصف المؤمنين الذين بشرهم القرآن بأنهم { الذين يقيمون الصلاة } بحدودها ويداومون على أوقاتها ويخرجون ما يجب عليهم من الزكاة في أموالهم إلى مستحقها ، وهم مع ذلك يوقنون بالآخرة ، ويصدقون بها . ثم وصف تعالى من خالف ذلك ولم يصدق بالآخرة ، فقال { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون } قيل في معناه قولان : احدهما - قال الحسن والجبائي : زينا لهم اعمالهم التي أمرناهم بها ، فهم يتحيرون بالذهاب عنها . الثاني - زينا لهم أعمالهم بخلقنا فيهم شهوة القبيح الداعية لهم إلى فعل المعاصي ليجتنبوا المشتهى { فهم يعمهون } عن هذا المعنى أي يتحيرون بالذهاب عنها . ثم اخبر تعالى ان من وصفه بذلك لهم { سوء العذاب } ووصفه بأنه سوء لما فيه من الألم و { هم في الآخرة هم الاخسرون } لانهم يخسرون الثواب ويحصل لهم بدلا منه العقاب فهو اخسر صفقة تكون .