Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات كوفي وأربع فيما عداه . عد الكوفي { طسم } آية ولم يعدها الباقون . قد بينا معنى هذه الحروف في أوائل السور في عدة مواضع ، فلا فائدة في إعادته ، وقوينا قول من قال : إنها اسماء للسور . وقوله { تلك آيات الكتاب } أي تلك آيات الكتاب التي وعدتم بانزالها . وقيل معناه هذا القرآن هو الكتاب المبين - ذكره الحسن - وقيل : في معنى { المبين } قولان : احدهما - قال قوم : المبين أنه من عند الله . وقال قتادة : المبين الرشد من الغي . والمبين هو البين أيضاً . وأضاف الآيات إلى الكتاب ، وهي الكتاب كما قال { إنه لحق اليقين } ثم خاطب نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) فقال { نتلو عليك } يا محمد طرفاً من اخبار { موسى وفرعون بالحق } على حقيقة البيان وهو اظهار المعنى للنفس بما تميزه من غيره مشتق من أبنت كذا من كذا إذا فصلته منه . والبرهان إظهار المعنى للنفس بما يدعو إلى انه حق مما هو حق في نفسه . والتلاوة الاتيان بالثاني بعد الأول في القراءة بما يتلوه تلاوة ، فهو تلل لمقدم ، والمقدم والتالي مثل الأول والثاني . والنبأ الخبر عما هو أعظم شأناً من غيره . والحق هو ما يدعو اليه العقل ، ونقيضه الباطل ، وهو ما صرف عنه العقل . وقوله { لقوم يؤمنون } معناه إنا نتلو عليك هذه الأحبار لقوم يصدقون بالله ، وبما أنزل عليك ، لانهم المنتفعون به ، والايمان الصديق بفعل ما يؤمن من العقاب . ثم اخبر تعالى فقال { إن فرعون علا في الأرض } أي تجبر وبغي - في قول قتادة وغيره - ببغيه واستعباده بني إسرائيل ، وقتل أولادهم . وقيل : بقهره وادعائه الربوبية . وقيل : بشدة سلطانه { وجعل أهلها شيعاً } أي قوماً { يستضعف طائفة منهم } فيستعبدهم و { يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم } أي يستبقي بناتهم فلا يقتلهن ، وقيل : إنه كان يأمر باخراج أحيائهن الذي فيه الولد والأول هو الصحيح . ثم اخبر تعالى وحكم بأن فرعون { كان من المفسدين } في الارض والعاملين بمعاصي الله . ثم وعد تعالى فقال { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } وهو عطف على قوله { يستضعف طائفة منهم } ونحن نريد أن نمن . وقال قتادة : يعنى من بني اسرائيل { ونجعلهم أئمة } يقتدى بهم { ونجعلهم الوارثين } لمن تقدمهم من قوم فرعون . وروى قوم من أصحابنا أن الآية نزلت في شأن المهدي ( ع ) وأن الله تعالى يمن عليه بعد أن استضعف . ويجعله إماماً ممكناً ، ويورثه ما كان في ايدي الظلمة . قال السدي : إن فرعون رأى في منامه أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني اسرائيل فسأل علماء قومه ، فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون هلاك مصر على يده ، فامر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم ، وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل ، فقالت القبط لفرعون : ان شيوخ بني إسرائيل قد فنوا ، وصغارهم قد قتلتهم فاستبقهم لعملنا وخدمتنا ، فأمرهم أن يستحيوا في عام ، ويقتلوا في عام ، فولد في عام الاستحياء هارون ، وولد في عام القتل موسى ، قال الضحاك : عاش فرعون أربع مئة سنة ، وكان قصيراً وسيماً ، وهو أول من خضب بالسواد . وعاش موسى مئة وعشرين سنة . وقيل : ان فرعون كان من أهل الاصطخر .