Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 67-69)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول الله تعالى لهؤلاء الكفار { أولم يروا } ومعناه اولم يعلموا { أنا جعلنا حرماً آمناً ويتخطف الناس من حولهم } أي يتناول الناس من حوالي مكة بسرعة ، وتؤخذ أموالهم . ومنه خطف البصر لسرعته . ومنه اختطاف الطير لصيده ومنه الخطاف الذي يخرج الدلو . والمعنى بذلك تنبيههم على جميل صنع الله بهم ، وسبوغ نعمه عليهم ، بأن جعلهم في أمن مع ان الناس يؤخذون من حولهم . وذلك لا يقدر عليه غير الله . ثم قال مهدداً لهم { أفبالباطل يؤمنون } ! أي يصدقون بعبادة الأصنام وهي باطلة مضمحلة { وبنعمة الله } التي انعم بها عليهم { يكفرون } ؟ ! ثم قال { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } أي من اظلم لنفسه ممن جحد آيات الله واضاف اليه ما لم يقله ولم يأمر به من عبادة الأصنام وغيرها { أو كذب بالحق لما جاءه } من نبوة محمد صلى الله عليه وآله من القرآن الذي أنزل عليه . ثم قال { أليس في جهنم مثوى للكافرين } أي موضع مقام للذين يجحدون نعم الله ، ويكفرون بآياته . ثم قال { والذين جاهدوا فينا } يعني جاهدوا للكفار بأنفسهم ، وجاهدوا نفوسهم بمنعها عن المعاصي وإلزامها فعل الطاعة لوجه الله { لنهدينهم سبلنا } أي نرشدهم السبيل الموصل إلى الثواب . وقيل : معناه لنوفقنهم لازدياد الطاعات فيزدادوا ثوابهم . وقيل : معناه لنرشدنهم إلى الجنة { وإن الله لمع المحسنين } أي ناصر الذين فعلوا الأفعال الحسنة ، ويدفع عنهم اعداءهم .