Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 61-66)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سبع آيات بصري وشامي ، وست في ما عداه عدوا { مخلصين له الدين } ولم يعده الباقون . قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ، والمسيبي ، والأعشى ، والبرجمي والكسائي عن أبي بكر { ليكفروا ، وليتمتعوا } ساكنة اللام . الباقون بالكسر إلا نافعاً ، لأنه اختلف عنه فيه . قال ابو علي : من كسرها وجعلها الجارة جعلها متعلقة بالاشراك ، وكأن المعنى : يشركون ليكفروا ، أي لا فائدة لهم في الاشراك إلا الكفر والتمتع بما يتمتعون به عاجلا من غير نصيب آجلا . ومن سكن جعل { ليكفروا } بمنزلة الأمر ، وعطف عليه ، وكان على وجه التهديد . وقال غيره : تحتمل هذه اللام أن تكون ( لام كي ) أي كأنهم اشركوا ليكفروا إذ لا يدفع الشرك في العبادة من كفر النعمة . ويجوز أن يكون لام الأمر على وجه التهديد بدلالة قوله { فسوف تعلمون } . يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله ولئن سألت هؤلاء الكفار الذين جحدوا توحيدى وكفروا بنبوتك { من خلق السماوات والأرض } والمنشيء لها والمخرج لها من العدم إلى الوجود { وسخر الشمس والقمر } في دورانها على طريقه واحدة لا تختلف ؟ ؟ { ليقولن } في جواب ذلك { الله } الفاعل لذلك لأنهم كانوا يقولون بحدوث العالم . والنشأة الأولى ، ويعترفون بأن الأصنام لا تقدر على ذلك . ثم قال { فأنى يؤفكون } هؤلاء أي كيف يصرفون عن صانع ذلك والاخلاص لعبادته - في قول قتادة - . ثم قال { الله يبسط الرزق لمن يشاء } أي يوسعه لمن يشاء من عباده بحسب ما تقتضيه المصلحة { ويقدر } أي يضيق مثل ذلك على حسب المصلحة ومنه قوله { ومن قدر عليه رزقه } بمعنى ضيق على قدر ما فيه مصلحته . وقيل : معنى ويقدر - ها هنا - ويقبض رزق العبد بحسب ما تقتضيه مصلحته . وخص بذكر الرزق على الهجرة لئلا يخلفهم عنها خوف العيلة . وقوله { إن الله بكل شيء عليم } أي عالم بما يصلح العبد وبما يفسده فهو يوسع الرزق ويبسط بحسب ذلك . ثم قال { ولئن سألتهم } يعني هؤلاء الذين ذكرناهم { من نزل من السماء ماء } ؟ يعني مطراً { فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن } في الجواب عن ذلك { الله } فـ { قل } يا محمد عند ذلك { الحمد لله } على فنون نعمه على ما وفقنا للاعتراف بتوحيده واخلاص عبادته . ثم قال { بل أكثرهم } يعني هؤلاء الخلق { لا يعقلون } ما قلناه لعدو لهم عن طريق المفضي اليه . ثم قال تعالى وليس { هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب } لأنها تزول كما يزول اللهو واللعب ، لا بقاء لها ، ولا دوام ، كما يزول اللهو واللعب { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان } أي الحياة على الحقيقة لكونها دائمة باقية { لو كانوا يعلمون } صحة ما أخبرناك به . وقال ابو عبيدة : الحيوان والحياة واحد . ثم قال تعالى مخبراً عن حال هؤلاء الكفار انهم { إذا ركبوا في الفلك } وهي السفن وهاجت به الرياح وخافوا الهلاك { دعوا الله مخلصين له الدين } لا يوجهون دعاءهم إلى الأصنام والأوثان { فلما نجاهم إلى البر } أي خلصهم إلى البر { إذا هم يشركون } أي يعودون إلى ما كانوا عليه من الاشراك معه في العبادة { ليكفروا بما آتيناهم } أي يفعلون ما ذكرناه من الاشراك مع الله ليجحدوا نعم الله التي أعطاهم إياها { وليتمتعوا } أي وليتلذذوا في العاجل من دنياهم ، فالتمتع يكون بالمناظر الحسنة ، والاصوات المطربة . والمشام الطيبة والمآكل الملذة ، ثم قال مهدداً لهم { فسوف يعلمون } أي لا بد أن يعلموا جزاء ما يفعلونه من الأفعال من طاعة او معصية ، فان الله يجازيهم بحسبها وذلك غاية التهديد .