Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 116-116)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : لما ذكر تعالى أن عمل المتقين لن يضيع ، وأنهم يجازون به ، أستأنف حكم الكافرين ، وبين انه { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم } شيئاً من الله وإنما خص الأموال ، والاولاد بالذكر في أنهم لا يغنون عن الكافر شيئا وإن كان لا يغني عنهم غير هؤلاء أيضاً شيئا ، لأنهما معتمد ما يقع به الاعتداد ، ومما يعول عليه الانسان ويرجوه للشدائد ويفيد النفي العام ، لأنه إذا لم يغن عنه من هو حقيق بالغناء لمنع من لا يعجزه شيء فغناء من دونه أبعد . اللغة : وقوله : { وأولئك أصحاب النار } إنما سموا أصحاب النار ، للزومهم فيها كما يقال هؤلاء أصحاب الصحراء إذا كانوا ملازمين لها ، وقد يقال أصحاب العقار بمعنى ملاكه وأصحاب الرجل أتباعه وأعوانه وأصحاب العالم من يعني به الآخذون عنه ، والمتعلمون عنه ، فالاضافة مختلفة . ومعنى { لن تغني عنهم } أي لن تدفع عنهم ضرر الولاء النازل بهم ولو قيل أغناه كذا عن كذا أفاد أن أحد الشيئين صار بدلا من الآخر في نفي الحاجة ، والغنى الاختصاص بما ينفي الحاجة ، فان اختص بمال ينفي الحاجة ، فذلك غنى . وكذلك الغنى بالجاه والاصحاب وغير ذلك ، فأما الغنى في صفت الله فاختصاصه بكونه قادراً على وجه لا يعجزه شيء ، وقولنا فيه : أنه غنى معناه أنه لا يجوز عليه الحاجة . وأصل النار النور ، وهو مصدر . والنار جنس تجري مجرى الوصف في تضمنه معنى الأصل وزيادة عليه ، لأنها جسم لطيف فيه حرارة ونور . ومنه امرأة نوار أي نافرة عن الشر عفيفة ، لأنها كالنار في الامتناع . ومنه المنار الاعلام ، لأنها كالنور في البيان . ومنه المنارة التي يسرج عليها .