Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 117-117)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النزول : قيل ان هذه الآية في أبي سفيان ، وأصحابه يوم بدر ، لما تظاهروا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في الانفاق . وقيل بل نزلت في نفقة المنافقين مع المؤمنين في حروب المشركين على وجه النفاق للمؤمنين . المعنى : والمثل الشبه الذي يصير كالعلم لكثرة استعماله فيما مشبه به ، فلما كان إنفاق المنافق والكافر ضائعاً ، ويستحق عليه العقاب والذم أشبه الحرث المهلك ، فلذلك ضرب به المثل . وفي الآية حذف ، وتقديرها مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك { ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم } فحذف الاهلاك لدلالة آخر الكلام عليه وفيه تقدير آخر ، مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح ، فيكون تشبيه ذلك الانفاق بالمهلك من الحرث بالرياح . اللغة : والريح جمعه رياح ومنه الروح ، لدخول الريح الطيبة على النفس ، وكذلك الارتياح . والتروح الراحة من التعب ، لأنه بمنزلة الروح الذي يدخل على النفس بزوال التعب . ومنه الاستراحة ، والمراوحة ، لأنها تجلب الريح . ومنه الروح ، لأنها كالريح في اللطامة ومنه الرائحة ، لأن الريح تحملها إلى الحس ، ومنه الرواح ، لأنه رجوع كالريح ، للاستراحة . وقوله : { فيها صر } قال ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والربيع ، والسدي ، وابن زيد ، والضحاك : هو البرد وأصله الصوت من الصرير . قال الزجاج : الصر صوت لهب النار التي كانت في تلك الريح ويجوز أن يكون الصر صوت الريح الباردة الشديدة ، وذلك من صفات الشمال ، فانها توصف بان لها قعقعة . المعنى : وقوله : { وما ظلمهم الله } نفي للظلم عن الله تعالى يعني في نفي استحقاقهم للثواب ، واستحقاقهم للعقاب ، وإن ذلك ليس بظلم منه تعالى { ولكن أنفسهم يظلمون } بذلك . وإنما وصفهم بأنهم ظلموا أنفسهم ، لأمرين : أحدهما - أن ظلمهم اقتضى هلاك حرثهم عقوبة لهم ، لأنه لو هلك على جهة الابتلاء والمحنة لم يعتد بعاجل المضرة ، للعوض الموفى عليه في العاقبة . الثاني - أن يكونوا ظلموا أنفسهم بأن زرعوا في غير موضع الزرع أو في غير وقت الزراعة ، فجاءت الريح فأهلكته تأديباً من الله لهم في وضع الشيء غير موضعه الذي هو حقه .