Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 143-143)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : قال الحسن ، ومجاهد ، والربيع ، وقتادة ، والسدي : كانوا يتمنون الموت بالشهادة بعد بدر قبل أحد ، فلما رأوه يوم أحد أعرض كثير منهم عنه ، فانهزموا فعاتبهم الله على ذلك . وقوله : { فقد رأيتموه } فيه حذف ومعناه رأيتم أسباب الموت ، لأن الموت لا يرى كما قال الشاعر : @ ومحلما يمشون تحت لوائه والموت تحت لواء آل محلم @@ أي أسباب الموت . وقال البلخي : معنى { رأيتموه } أي علمتم ، وأنتم تنظرون أسباب الموت من غير أن يكون في الأول حذف . فان قيل هل يجوز أن يتمنى قتل المشركين لهم ليناوا منزلة الشهادة ؟ قلنا : لا ، لأن قتل المشركين لهم معصية ، ولا يجوز تمني المعاصي ، كما لا يجوز إدارتها ، ولا الأمر بها . فاذا ثبت ذلك ، فتمنيهم الشهادة بالصبر على الجهاد إلى أن يقتلوا . وقال الجبائي : إنما تمنوا الموت دون القتل إذا كانوا مجاهدين . قال الازهري قوله : { رأيتموه وأنتم تنظرون } معناه وأعينكم صحيحة ، كما يقول القائل رأيت كذا ، وليس في عينك سوء . والفرق بين التمني والارادة أن الارادة من أفعال القلوب ، والتمني هو قول القائل : ليت كان كذا وليت لم يكن كذا . وقوله : { وأنتم تنظرون } بعد ، قوله { فقد رأيتموه } يحتمل أمرين : أحدهما - أن يكون تأكيداً للرؤية ، كما تقول : رأيته عياناً ورأيته بعيني وسمعته باذني ، لئلا يتوهم رؤية القلب ، وسمع العلم . والثاني - أن يكون معناه وأنتم تتأملون الحال في ذلك كيف هي ، لأن النظر هو تقليب الحدفة الصحيحة نحو المرئي طلباً لرؤيته ، وليس معناه الرؤية على وجه الحقيقة .