Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 145-145)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى ، والاعراب ، واللغة : قيل في السبب الذي اقتضى قوله : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله } قولان : أحدهما - التسلية عما يلحق النفس بموت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من جهة أنه باذن الله عز وجل . الثاني - للحض على الجهاد من حيث لا يموت أحد إلا باذن الله تعالى . وقوله : { إلا بإذن الله } يحتمل أمرين : أحدهما - إلا بعلمه . والثاني إلا بأمره . وقال أبوعلي : الآية تدل على أنه لا يقدر على الموت غير الله ، كما لا يقدر على ضده من الحياة إلا الله ، ولو كان من مقدور غيره لم يكن باذنه ، لأنه عاص لله في فعله . وقوله : { كتاباً مؤجلاً } نصب على المصدر بفعل محذوف دل عليه أول الكلام مع العلم بأن كلما يكون فقد كتبه الله ، فتقديره كتب الله ذلك { كتاباً مؤجلاً } . ويجوز أن يدل على الفعل المحذوف مصدره المنتصب به . وقوله : { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها } قيل في معناه ثلاثة أقوال : أحدها - من عمل للدنيا لم نحرمه ما قسمنا له فيها من غير حظ في الآخرة - في قول ابن اسحاق - أي فلا يغتر بحاله في الدنيا . [ الثاني ] من أراد بجهاده ثواب الدنيا أي النصيب من الغنيمة في قول أبي علي الجبائي . الثالث - من يرد ثواب الدنيا بالتعرض له بعمل النوافل مع مواقعة الكبائر جوزي بها في الدنيا من غير حظ في الآخرة لاحباط عمله بفسقه على مذهب من يقول بالاحباط ، ومن يرد بعمله ثواب الآخرة نؤته إياها . و ( من ) في قوله : " منها " تكون زائدة . ويحتمل أن تكون للتبعيض ، لأنه يستحق الثواب على قدر عمله . وإنما كرر قوله : { وسنجزي الشاكرين } ها هنا ، وفي الآية الأولى ، لأمرين : أحدهما - للتأكيد ليتمكن المعنى في النفس . الثاني - { وسنجزي الشاكرين } من الرزق في الدنيا ، عن ابن اسحاق لئلا يتوهم ان الشاكر يحرم ما يعطاه الكافر مما قسم له في الدنيا . وقال الجبائي في الآية دلالة على أن اجل الانسان إنما هو أجل واحد . وهو الوقت الذي يموت فيه ، لأنه لا يقتطع بالقتل عن الأجل الذي أخبر الله أنه اجل لموته . وقال ابن الاخشاذ : لا دليل فيه على ذلك ، لأن للانسان أجلين أجل يموت فيه لا محالة ، وأجل هو موهبة من الله تعالى له ، ومع ذلك فلن يموت إلا عند الأجل الذي جعله الله أجلا لموته . والأقوى الأول ، لأن الاجل عبارة عن الوقت الذي يحدث فيه الموت أو القتل ، وبالتقدير لايكون الشئ أجلا كما لا يكون بالتقدير ملكا ، وقد بينا في شرح الجمل ذلك مستوفى .