Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 152-152)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى ، والقصة : ذكر ابن عباس ، والبراء بن عازب ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، والربيع ، وابن اسحاق : أن الوعد المذكور كان يوم أحد ، لأن المسلمين كانوا يقتلون المشركين قتلا ذريعاً حتى أخل الرماة بمكانهم الذي أمرهم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بملازمته ، فحينئذ حمل خالد بن الوليد من وراء المسلمين ، وتراجع المشركون ، وقتل من المسلمين سبعون رجلا ثم هزموا ، وقد نادى مناد قتل محمد ثم من الله على المسلمين ، فرجعوا وقويت نفوسهم ، ونزل الخذلان بعدوهم ، حتى ولوا عنهم ، ومعنى { تحسونهم } تقتلونهم . اللغة : والحس هو القتل على وجه الاستئصال قال جرير : @ تحسهم السيوف كما تسامى حريق النار في أجم الحصيد @@ وأصله الاحساس . ومنه قوله : { هل تحس منهم من أحد } وقوله : { فلما أحس عيسى منهم الكفر } أي وجده من جهة الحاسة ، وحسه يحسه : إذا قتله ، لأنه أبطل حسه بالقتل ، والتحسس طلب الاخبار . وفي التنزيل : { يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه } وذلك لأنه طلب لهما بحاسة السمع . والمحسة التي ينفض بها التراب عن الدابة ، لأنه يحس بها من جهة حكها لجلدها . وقوله : { باذنه } معناه بعلمه . ويجوز أن يكون المراد بلطفه ، لان أصل الاذن الاطلاق في الفعل ، فاللطف تيسر له ، كما أن الاذن كذلك إلا أن اللطف تدبير يقع معه الفعل لا محالة اختياراً كما يقع في أصل الاذن اختياراً . المعنى : قال أبوعلي قوله : { إذ تحسونهم } يعني يوم بدر { حتى إذا فشلتم } يوم أحد { من بعد ما أراكم ما تحبون } يوم بدر . والأولى أن يكون هذا حكاية عن يوم أحد على ما بيناه . وقوله : { حتى إذا فشلتم } معناه جبنتم عن عدوكم وكعتم { وتنازعتم } في الأمر يعني اختلفتم { من بعد ما أراكم ما تحبون } معناه أنهم أعطوا النصر ، فخالفوا في ما قيل لهم من لزوم فم الشعب . واختلفوا ، فعوقبوا بأن ديل عليهم في قول الحسن . وقوله : { منكم من يريد الدنيا } أي منكم من قصده الغنيمة في حربكم { ومنكم من يريد الآخرة } أي بثبوته في موضعه بقصده بجهاده إلى ما عند الله في قول ابن مسعود ، وابن عباس ، والربيع . الاعراب . والمعنى : فان قيل أين جواب " حتى إذا " ؟ قلنا : فيه قولان : أحدهما - إنه محذوف ، وتقديره امتحنتم . والآخر - على زيادة الواو والتقديم والتأخير ، وتقديره حتى إذا تنازعتم في الأمر ، فشلتم - في قول الفراء - ، كما قال { فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم } ومعناه ناديناه ، والواو زائدة . ومثله { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج … واقترب } ومعناه اقترب . ومثله قوله : { حتى إذا جاؤها وفتحت } وأنشد : @ حتى إذا قملت بطونكم ورأيتم ابناءكم شبوا قلبتم ظهر المجن لنا ان اللئيم العاجز الخب @@ والبصريون لايجيزون زيادة الواو ويتأولون جميع ما استشهد به على الحذف لأنه أبلغ في الكلام ، وأحسن من جهة الايجاز . وقوله : { ثم صرفكم عنهم } قيل في إضافة انصرافهم إلى الله مع أنه معصية قولان : أحدهما - إنهم كانوا فريقين منهم من عصى بانصرافه ، ومنهم من لم يعص ، لأنهم قلوا بعد انهزام تلك الفرقة ، فانصرفوا باذن الله بأن التجأوا إلى أحد ، لأن الله إنما أوجب ثبات المائة للمئتين فادا نقصوا ، لايجب عليهم ذلك . وجاز أن يذكر الفريقين في الجملة بأنه صرفهم ، وبأنهم عفا عنهم ، ويكون على ما بيناه في التفصيل هذا قول أبي علي . وقال البلخي { ثم صرفكم عنهم } معناه لم يأمركم بمعاودتهم من فورهم { ليبتليكم } بالمظاهرة في الانعام عليكم ، والتخفيف عنكم . وقوله { ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين . إذ تصعدون } فاذ تصعدون متعلق بقوله : { ولقد عفا } في قول الزجاج . وقال الجبائي قوله : { ولقد عفا عنكم } خاص لمن لم يعص بانصرافه ، والأولى أن يكون عاماً في جميعهم ، لأنه لا يمتنع أن يكون الله عفا لهم عن هذه المعصية . وقال البلخي : معناه { ولقد عفا عنكم } بتتبعهم بعد أن كان أمرهم بالتتبع لهم ، فلما بلغوا حمراء الاسد أعفاهم من ذلك ، ولايجوز أن يكون ، صرفهم فعل الله ، لأنه قبيح والله تعالى لايفعل القبيح .