Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 151-151)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر ابن اسحاق أنه لما نال المسلمين ما نالهم يوم أحد بمخالفة الرماة أمر نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ) وكان من ظهور المشركين عليهم ما كان عرفهم الله عز وجل الحال في ذلك ثم وعدهم بالنصر لهم ، والخذلان ، لأعدائهم بالرعب . وذكر السدي : أن أبا سفيان وأصحابه هموا بالرجوع بعد أحد لاستئصال المسلمين عند أنفسهم ، فالقى الله الرعب في قلوبهم حتى انقلبو خائبين عقوبة على شركهم { بالله ما لم ينزل به سلطاناً } يعني برهاناً . اللغة ، والحجة : فالسلطان معناه ها هنا الحجة ، والبرهان ، وأصله القوة ، فسلطان الملك قوته . والسلطان : البرهان لقوته على دفع الباطل . والسلطان : التوكيل على المطالبة بالحق ، لأنه تقوية عليه ، والتسليط على الشيء : التقوية عليه مع الاغراء به . والسلاطة : حدة اللسان مع شدة الصخب للقوة على ذلك مع إثبات فعله : والسليط : الزيت لقوة اشتعاله بحدته . والالقاء حقيقته في الاعيان ، كقوله : { وألقى الألواح } واستعمل في الرعب مجازاً ، ومثل قوله : { وألقيت عليك محبة مني } وقوله : { ومأواهم النار } أي مستقرهم وفي الآية دلالة على فساد التقليد ، لأنه لا برهان مع صاحبه على صحة مذهبه ، فكل من قال بمذهب لا برهان عليه ، فمبطل بدلالة الآية . وقوله : { وبئس مثوى الظالمين } فالمثوى : المنزل ، وأصله الثواء ، وهو طول الاقامة ثوى يثوي ثواء : إذا طال مقامه وأثواني فلان مثوى أي أنزلني منزلا وربة البيت : أم مثواه . والثوي : الضيف لأنه مقيم مع القوم . وانما قيل لجهنم { بئس مثوى الظالمين } وبئس للذم ، كما أن نعم للحمد لامرين : أحدهما - إن الضرر تنفر منه النفس كما ينفر العقل من القبح فجرى التشبيه على وجه المجاز - هذا قول أبي علي - . وقال البلخي : لأن الذم يجري على النقص كما يجري على القبح حقيقة فيهما ، نحو قولهم : الاخلاق المحمودة والاخلاق المذمومة وروي عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " نصرت بالرعب مسيرة شهر " وقد رعبته رعباً أي أفزعته ، والاسم الرعب ورعبت الأناء إذا ملأته ، فهو مرعوب .