Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 162-162)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى ، والنزول : قيل . في معنى الآية ثلاثة أقوال : أحدها - قال الحسن ، والضحاك معناها ، أفمن اتبع رضوان الله في ترك الغلول كمن باء بسخط من الله في فعل الغلول ، وهو اختيار الطبري قال : لأنه أشبه بما تقدم . الثاني - قال ابن اسحاق { أفمن اتبع رضوان الله } في العمل بطاعته على ما كره الناس { كمن باء بسخط من الله } في العمل بمعصيته على ما أحبوا . الثالث - قال الزجاج ، وأبو علي : { أفمن اتبع رضوان الله } بالجهاد في سبيله { كمن باء بسخط من الله } بالفرار منه رغبة عنه . وسبب نزولها أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لما أمر بالخروج إلى أحد قعد عنه جماعة من المنافقين ، فأنزل الله فيهم هذه الآية . اللغة : { ورضوان الله } - بكسر الراء وضمها - لغتان ، وقرأ بالضم حفص عن عاصم على ما حكيناه عنه ، فالضم على وزن الكفران . والكسر على وزن حسبان . وباء معناه رجع تقول : باء بذنبه يبوء بوءاً إذا رجع به . وبوأته منزلا أي هيأته ، لأنه يرجع إليه ، لأنه مأواه . والبواء قتل الجاني بمن قتله . والسخط من الله من هو إرادة العقاب بمستحقه ، ولعنه وهو مخالف للغيظ ، لأن الغيظ هو هيجان الطبع وانزعاج النفس ، ولا يجوز اطلاقه على الله تعالى . والمصير : هو المرجع . والفرق بينهما أن المرجع هو انقلاب الشيء إلى حال قد كان عليها . والمصير : انقلاب الشيء إلى خلاف الحال التي هو عليها نحو مصير الطين خزفاً ، ولم يرجع خزفاً ، لأنه لم يكن قبل ذلك حزفاً ، فأما مرجع الفضة خاتماً فصحيح ، لأنه قد كان قبل خاتماً وأما مرجع العباد إلى الله ، فلأنهم ينقلبون إلى حال لا يملكون فيها لأنفسهم شيئاً ، كما كانوا قبل ما ملكوا .