Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 189-189)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى الآية الاخبار من الله تعالى بأنه مالك ما في السماوات ، وما في الارض بمعنى أنه يملك تدبيرهما ، وتصريفهما على ما شاء من جميع الوجوه ليس لغيره الاعتراض عليه في ذلك وانه المقتدر على جميع ذلك { وهو على كل شيء قدير } ، وفى الآية تكذيب لمن قال : { إن الله فقير ونحن أغنياء } لأن من ملك ما في السماوات والارض لا يكون فقيراً . وفي قوله : { والله على كل شيء قدير } تنبيه على أنه قادر على إهلاك من يقول هذا القول جهلا منه وعناداً ، لكنه يحلم عنه ويؤخر عذابه لضرب من المصلحة وقوله : { على كل شيء قدير } خرج مخرج المبالغة ، وهو أخص من قوله : { بكل شيء عليم } لأن أفعال العباد لا توصف بالقدرة عليها ، وفرق الرماني بين أن يقال هو قادر على أفعال العباد ، وبين قادر على فعلهم ، فقال قادر عليها يحتمل ما لا يحتمل قادر على فعلهم ، لأنه يفيد أنه قادر على تصريفه كما يقولون فلان قادر على هذا الحجر أي قادر على رفعه ، ووضعه ، وفلان قادر على نفسه أي قادر على ضبطها ، ومنعها مما تنازع إليه ، فعلى هذا جائز أن يقال انه قادر على أفعال العباد بمعنى أنه قادرعلى المنع منها ، والتمكين منها دون ما يستحيل من القدرة على ايجادها .