Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 196-197)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى : هذا خطاب للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) . وقيل في معناه قولان : أحدهما - ان ذلك على وجه التأديب والتحذير ، لأن النبي لا تجوز عليه المعاصي لمكان التحذير من الله والتخويف ، كما قال { لئن أشركت ليحبطن عملك } الثاني - ان الخطاب وان توجه إليه ، فالمراد به جميع المؤمنين ، وتقديره لا يغرنكم أيها المؤمنون ما ترون ان قوماً من الكفار كانوا يتجرون ويربحون في الاسفار التي كانوا يسافرونها ، ويسلمون فيها لكونهم في الحرم ، فأعلم الله تعالى أن ذلك مما لا ينبغي أن يغبطوا به ، لأن مأواهم ومصيرهم بكفرهم إلى النار ، ولا خير بخير بعده النار . وقوله : { متاع قليل } معناه ذلك الكسب ، والربح الذي يربحونه متاع قليل وسماه متاعاً ، لأنهم متعوا به في الدنيا ، والمتاع النفع الذي تتعجل به اللذة اما بوجود اللذة أو بما يكون به اللذة نحو المال الجليل ، والملك ، وغير ذلك من الاولاد والاخوان . ووصفه بالقلة لسرعة زواله وانقطاعه ، وذلك قليل بالاضافة إلى نعيم الآخرة . والمهاد الموضع الذي يسكن فيه الانسان ويفترشه . ووصفه بأنه بئس المهاد على ضرب من المجاز ، لما فيه من أنواع العذاب ، لأن الذم انما هو على الاساءة كقولك : بئس الرجل - هذا قول أبي علي الجبائي - وقال البلخي : هو حقيقة لأنه على وجهين : أحدهما - من جهة النقص . والآخر - من جهة الاساءة ، وهو معنى قول السدي ، وقتادة ، وأكثر المفسرين . والغرور ايهام حال السرور فيما الأمر بخلافه في المعلوم ، وليس كل ايهام غروراً ، لأنه قد يتوهمه مخوفاً فيحذر منه ، فلا يقال غرّه . والفرق بين الغرر والخطر ان الغرر قبيح ، لأنه ترك الحزم فيما يمكن أن يتوثق منه ، والخطر قد يحسن على بعض الوجوه ، لأنه من العظم من قولهم : رجل خطير أي عظيم ، وبني المضارع مع النون الشديدة ، لأنه بمنزلة ضم اسم إلى اسم للتأكيد .