Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 200-200)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفوا في تأويل هذه الآية ، فقالْ قوم : معنى اصبروا اثبتوا على دينكم وصابروا الكفار ورابطوهم يعني في سبيل الله ذهب إليه الحسن ، وقتادة ، وابن جريج ، والضحاك وقال آخرون : معناها { اصبروا } على دينكم { وصابروا } الوعد الذي وعدتكم به { ورابطوا } عدوّي وعدوكم ذهب إليه محمد بن كعب القرظي . وقال آخرون { اصبروا } على الجهاد { وصابروا عدوكم ورابطوا } الخيل عليه ذهب إليه زيد بن أسلم . وقال آخرون : رابطوا الصلوات أي انتظروها واحدة بعد واحدة ، لأن المرابطة لم تكن حينئذ وهذا مروي عن علي ( ع ) ذهب إليه أبو سلمة بن عبد الرحمن ، وجابر بن عبد الله وأبو هريرة والأولى أن تحمل الآية على عمومها في الصبر على كل ما هو من الدين ، فعلا كان أوتركا . وأصل الرباط ارتباط الخيل للعدو ، والربط الشد ، ومنه قولهم : ربط الله على قلبه بالصبر ، ثم استعمل في كل مقيم في ثغر يدفع عمن وراء من أرادهم بسوء وينبغي أن يحمل قوله رابطوا أيضاً على المرابطة لما عند الله لأنه العرف في استعمال الخبر ، وعلى انتظار الصلاة واحدة بعد أخرى . وقوله : { واتقوا الله } معناه اتقوا ان تخالفوه فيما يأمركم به لكي تفلحوا [ وتفوزوا ] بنعيم الابد وتنجحوا بطاعتكم من الثواب الدائم . وروي عن أبي جعفر ( ع ) انه قال اصبروا على المصائب ، وصابروا على عدوكم ، ورابطوا عدوكم . وانما جمع بين { اصبروا وصابروا } من أن المصابرة من الصبر ، للبيان عن تفصيل الصبر الذي يعني به في الذكر لأن المصابرة صبر على جهاد العدو يقابل صبره لأن المفاعلة بين اثنين . وإنما وصف ( أي ) بالموصول ولم يوصف بالمضاف ، لأن ( الذي ) يجري مجرى الجنس ، لأن فيه الالف واللام بمنزلة قوله يا أيها المؤمنون ، ولا يجوز يا أيها أخو زيد ، لأنه لا يصح فيه الجنس .