Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 27-27)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة واللغة : قرأ بتشديد الياء { من الميت } نافع وحمزة والكسائي وحفص الباقون بالتخفيف . الايلاج : الادخال يقال : أولجه ايلاجاً ، وولج ولوجاً . ومنه قوله : { حتى يلج الجمل في سم الخياط } والوليجة بطانة الرجل لأنه يطلعه على داخل أمره . ومنه قوله : { ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة } والتولج كناس الظبى لأنه يدخله ليأوي إليه والولجة شيء يكون بين يدي فناء القوم لأنه مدخل إلى أفنائهم وأصل الباب الدخول . المعنى : قيل في معنى الآية قولان : أحدهما - ما روي عن ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ، والضحاك ، وابن زيد : انه يجعل ما نقص من أحدهما زيادة في الآخر . وقال الجبائي : معناه يدخل أحدهما في الآخر باتيانه بدلا منه في مكانه . وقوله : { وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } قيل في معناه قولان : أحدهما - يخرج الحي من النطفة ، وهي ميتة ، والنطفة من الحي وكذلك الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ، هذا قول عبد الله بن مسعود ، ومجاهد ، والضحاك ، والسدي ، وقتادة ، وابن زيد . الثاني - ما قاله الحسن وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( ع ) أنه إخراج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن . والفرق بين تخفيف الياء وتشديدها أن الميت بالتخفيف الذي قد مات وبالتثقيل الذي لم يمت قال المبرد : ولا خلاف بين علماء البصريين أنهما سواء وأنشد لابن الرعلاء الغساني : @ ليس من مات فاستراح بميت انما الميت ميت الاحياء انما الميت من يعيش كئيباً كاسفاً باله قليل الرخاء @@ فجمع بين اللغتين وإنما كرر في عدة مواضع في القرآن لما فيه من عظم المنفعة وجزيل الفائدة . وقوله : { بغير حساب } قيل فيه ثلاثة أقوال : أولها - قال الحسن والربيع : بغير نقصان ، لأنه لا نهاية لما في مقدوره فما يوجد منه لا ينقصه ، ولا هو على حساب جزء من كذا وكذا جزءاً منه ، فهو بغير حساب التجزئة . الثاني - بغير حساب التقتير كما يقال فلان ينفق بغير حساب ، لأن من عادة المقتر ألا ينفق إلا بحساب ذكره الزجاج . الثالث - ما قاله الجبائي : ان معناه بغير حساب الاستحقاق , لأنه تفضل وذلك ، لأن النعيم منه بحساب ومنه بغير حساب فأما العقاب فجميعه بحساب .