Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 45-45)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
العامل في { إذ } يحتمل أمرين أحدهما - وما كنت لديهم إذ قالت الملائكة . الثاني - يختصمون { إذ قالت الملائكة } : { إن الله يبشرك } فالتبشير إخبار المرء بما يسر من الأمر سمي بذلك لظهور السرور في بشرة وجهه عند إخباره بما يسره ، لأن أصله البشرة وهي ظاهر الجلد . وقوله : { بكلمة منه } هو المسيح سماه الله كلمة على قول ابن عباس وقتادة وذلك يحتمل ثلاثة أوجه : سمي بذلك ، لأنه كان بكلمة الله من غير والد وهو قوله : { كن فيكون } الثاني - لأن الله تعالى بشر به في الكتب السالفة ، كما تقول : الذي يخبرنا بأمر يكون [ إذا خرج موافقاً لأمره ] قد جاء في قول لي وكلامي . فمن البشارة به في التوراة آتانا الله من سببنا ، فأشرق من ساعير واستعلن من جبال فاران . وساعير هو الموضع الذي بعث منه المسيح ( ع ) . الثالث - لأن الله يهدي به كما يهدي بكلمته . والقول الثاني مما قيل في الكلمة : أنها بمعنى البشارة كأنه قيل ببشارة منه : ولد اسمه المسيح والتأويل الأول أقوى ، لقوله : { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } ولأنه معلوم من دين المسلمين أن كلمة الله المسيح ( ع ) . وإنما ذكر الضمير في اسمه وهو عائد إلى الكلمة ، لأنه واقع على مذكر ، فاذا ذكر ذهب إلى المعنى ، واذا أنث ذهب إلى اللفظ . وقيل في تسمية المسيح مسيحاً : قولان : أحدهما - قال الحسن ، وسعيد : لأنه مُسح بالبركة . وقال آخرون : لأنه مُسح بالتطهر من الذنوب . وقال الجبائي سمي بذلك ، لأنه مُسح بدهن زيت بورك فيه . وكانت الانبياء تتمسح به . فان قيل : يجب على ذلك أن يكون الانبياء كلهم يسمون مسيحاً ؟ قلنا : لا يمتنع أن يختص بذلك بعضهم ، وإن كان المعنى في الجميع حاصلا ، كما قالوا في ابراهيم خليل الله . وأصله ممسوح عدل عن مفعول إلى فعيل . وقوله : { وجيهاً } نصب على الحال . ومعنى الوجيه الكريم على من يسأله لأنه لا يرده لكرم وجهه عنده ، خلاف من يبذل وجهه للمسألة فيرد ، يقال منه وجه الرجل يوجه وجاهة ، وله جاه عند الناس وجاهة أي منزلة رفيعة . قوله : { ومن المقربين } معناه إلى ثواب الله وكرامته ، وكذلك التقرب إلى الله إنما هو التقرب إلى ثوابه وكرامته . وفي الآية دلالة على تكذيب اليهود في الفرية على أم المسيح وتكذيب النصارى في ادعاء إلهيته على ما ذكره محمد بن جعفر بن الزبير وغيره .