Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 54-54)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
المعنى : قيل في معنى الآية قولان : أحدهما - قال السدي مكروا بالمسيح بالحيلة عليه ، لقتله { ومكر الله بردهم } بالخيبة ، لالقائه شبه المسيح على غيره . الثاني - { مكروا } باضمار الكفر { ومكر الله } بمجازاتهم عليه بالعقوبة . والمكر ، وإن كان قبيحاً فانما أضافه تعالى إلى نفسه لمزاوجة الكلام ، كما قال : { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } وليس باعتداء وإنما هو جزاء ، وهذا أحد وجوه البلاغة ، لأنه على أربعة أقسام : أحدها - المزاوجة نحو { ومكروا ومكر الله } . والثاني - المجانسة نحو قوله : { يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار } الثالث - المطابقة نحو قوله : { ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً } بالنصب على مطابقة الجواب للسؤال . والرابع - المقابلة نحو قوله : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة } قال الشاعر : @ واعلم وأيقن ان ملكك زائل واعلم بأن كما تدين تدان @@ أي كما تجزي تجزى . والأول ليس بجزاء وأصل المكر الالتفاف ، فمنه المكر ضروب من الشجر مثل الدعل ونحوه ، لالتفافه . والممكورة من النساء الملتفة والمكر طين أحمر شبيه بالمغرة . وثوب ممكور إذا صبغ بذلك الطين . والمكر الاحتيال على العبد ، لالتفاف المكروه عليه . وحد المكر : خبء يختدع به العبد لايقاعه في الضر . والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون ، لاظهار ما تعسر من الفعل من غير قصد إلى الاضرار بالعبد . والمكر حيلة على العبد توقعه في مثل الرهق .