Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-75)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
القراءة ، والحجة : قرأ أبو عمرو " يؤده إليك " باسكان الهاء . الباقون باشباعها . قال الزجاج : هذا غلط من الراوي كما غلط في " بارئكم " باسكان الهمزة ، وإنما كان أبو عمرو يختلس الحركة فيما رواه الضباط عنه كسيبويه وغيره . وإنما لم يجز حذف الحركة ، كما لم يجز في هذا غلام فاعلم ، لأنه لما حذفت الياء تركت الكسرة لتدل عليها . المعنى ، واللغة : والقنطار : قد ذكرنا الخلاف في مقداره ، فانه على قول الحسن ألف ومأتا مثقال . وفي قول أبي نضرة ملأ مسك ثور ذهباً . وقيل سبعون ألفاً عن مجاهد . وعن أبي صالح أنه مئة رطل . والفرق بين { تأمنه بقنطار } وتأمنه على قنطار أن معنى الباء الصاق الأمانة ، ومعنى على استعلاء الأمانة ، وهما يتعاقبان في هذا الموضع ، لتقارب المعنى ، كما يقال : مررت به ومررت عليه . وقوله : { إلا ما دمت عليه قائماً } قيل في معناه قولان : أحدهما - { إلا ما دمت عليه قائماً } بالتقاضي والمطالبة في قول قتادة ، ومجاهد و [ الثاني ] قال السدي إلا ما دمت عليه قائماً بالاجتماع معه ، والملازمة . ومعناه إلا ما دمت عليه قائماً على رأسه . ودِمت ودُمت لغتان مثل مت ومت لكن من كسر الدال والميم قال في المستقبل : تدام وتمات ، وهي لغة ازد السراة ، ومن جاورهم . وقوله : { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } قيل في معناه قولان : أحدهما - قال قتادة والسدي : قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل ، لأنهم مشركون . و [ الثاني ] قال الحسن وابن جريج : لأنهم تحولوا عن دينهم الذي عاملناهم عليه وادعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم . وقوله : { وهم يعلمون } معناه يعلمون هذا الكذب على الله تعالى ، فيقدمون عليه ، والحجة قائمة عليهم فيه . وقال قوم : قوله : { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك } يعني النصارى ، لأنهم لا يستحلون أموال من خالفهم ، وعنى بقوله : { ومنهم من إن تأمنه بدينار } اليهود لأنهم يستحلون مال كل من خالفهم في حل السبت . وعلى هذا يسقط سؤال من يقول أي فائدة في ذكر ذلك ، لأن من المعلوم في كل حال من كل أمة أن فيها من يؤدي الامانة وفيها من لا يؤديها ، فلا فائدة في ذلك ؟ فان هذا ميز بين الفريقين . ومن قال بالأول يمكنه أن يقول فائدة الآية القطع على أن فيهم هؤلاء ، وهؤلاء وسائر الناس يجوز أن لا يكون فيهم إلا أحد الفريقين ، فلذلك فائدة بينة . ويمكن أيضاً أن تكون الفائدة أن هؤلاء لا يؤدون الأمانة لاستحلالهم ذلك بقوله : { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل } وسائر الفرق وإن كان منهم من لا يؤدي الامانة ، لا نعلم أنه يستحلها وذلك فائدة .