Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-5)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ حمزة { هدى ورحمة } رفعاً . الباقون نصباً . من رفع جعله خبر إبتداء محذوف ، وتقديره هو هدى ورحمة ، ويجوز أن يكون بدلا من { تلك آيات } أي تلك هدى ورحمة ، ومن نصب فعلى المصد وتقديره يهدي به هدى ويرحم به رحمة ، ويجوز أن يكون على الحال ، وتقديره هادياً أي في حال الهداية والرحمة - ذكره الزجاج - { للمحسنين } الذين يفعلون الافعال الحسنة من الطاعات ويتفضلون على غيرهم . وقد بينا أن اقوى الأقوال في معنى { الم } قول من قال هو اسم للسورة ، وذكرنا ما في الأقوال في ما تقدم . قال الرماني : انما جعل اسم السورة على الاشتراك للمناسبة بينها وبين ما يتصل بها مع الفصل بالصفات وذلك انها استحقت بذكر الكتاب والمؤمنين به غير العادلين عنه ، كما هو في البقرة . وقوله { تلك آيات الكتاب } اشارة إلى آيات الكتاب التي وعدهم الله بانزالها عليهم في الكتب الماضية ، قال ابو عبيدة { تلك } بمعنى هذه و { آيات الكتاب } وإن كانت هي الكتاب فهو جائز ، كما قال { حق اليقين } وكما قالوا : مسجد الجامع ، وغير ذلك . وقد بيناه في ما مضى { الحكيم } من صفة الكتاب ، فلذلك جره وإنما وصف الكتاب بأنه ( حكيم ) مع انه محكم لانه يظهر الحق والباطل بنفسه ، كما يظهره الحكيم بقوله ، ولذلك يقال : الحكمة تدعو إلى الاحسان وتصرف عن الاساءة . وقال ابو صالح : احكمت آياته بالحلال والحرام . وقال غيره : احكمت بأن اتقنت { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل } ثم قال هذا الكتاب { هدى ورحمة للمحسنين } أي دلالة موصلة لهم إلى الصواب وما يستحق به الثواب ، ورحمة رحمهم الله بها وأضافه إلى المحسنين وإن كان هدى لغيرهم لما كانوا هم المنتفعين به دون غيرهم كما قال { هدى للمتقين } والاحسان النفع الذي يستحق به الحمد فكل محسن يستحق الحمد وكل مسيئ يستحق الذم ، وما يفعله الفاعل على انه لا ظلم فيه لاحد لينقطع به عن قبيح في انه احسان فهو احسان يستحق عليه الحمد ، لان الحكمة تدعو إلى فعله على هذا الوجه ، ولا يدعو إلى ان يفعله للشهوة ، ولا للهوى . ثم وصف المحسنين فقال { الذين يقيمون الصلاة } أي يديمون فعلها ويقومون بشرائطها واحكامها ويخرجون الزكاة الواجبة عليهم في أموالهم . وهم بالآخرة مع ذلك يوقنون ، ولا يرتابون بها . ثم اخبر أن هؤلاء الذين وصفهم بهذه الصفات { على هدى من ربهم } أى على حجة من ربهم { وأولئك هم المفلحون } الفائزون بثواب الله ورحمته .