Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 61-65)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما أخبر الله تعالى ، وتوعد { المنافقين والذين في قلوبهم مرض } أي شك { والمرجفون في المدينة } بما يشغل قلوب المؤمنين وأنهم إن لم يتوبوا عن ذلك نفوا عنها ، وصفهم بانهم { ملعونين } أي مبعدون { أينما ثقفوا } ونصب { ملعونين } على الحال من الضمير في قوله { يجاورونك } وقيل : انه نصب على الذم ، والصفة لـ ( قليلا ) ، كأنه قال : إلا أذلاء ملعونين ، و { أينما } منصوب بـ { ثقفوا } ، وانجزم به { ثقفوا } على طريق الجزاء . وإنما جاز ذلك ، لأن الجازم في الأصل ( إن ) المحذوفة . وصار { أينما } تقوم مقامها ، وتغني عنها ولا يجوز ان يعمل فيه { أخذوا } لأنه جواب الجزاء ، ولا يعمل الجواب فيما قبل الشرط ، لئلا يختلط احد الأمرين بالآخر . وفي الآية دلالة على انهم انتهوا ، وإلا كان يوقع الاغراء بهم ويجعلهم بالصفة التي ذكرها . وقوله { سنة الله التي قد خلت من قبل } فالسنة الطريقة في تدبير الحكيم ومنه سنة رسول الله ، وهي الطريقة التي أجراها بأمر الله تعالى ، فأضيفت اليه لأنه فعلها بأمر الله . واصل السنة الطريقة . ومن عمل الشيء مرة أو مرتين لا يقال : إن ذلك سنة ، لأن السنة الطريقة الجارية ، ولا تكون جارية بمالا يعتد به من العمل القليل ، وسنة الله في المتمردين في الكفر - الذين لا يقلع احد منهم ولا من نسلهم - الاهلاك في العذاب في الدنيا والآخرة . وقوله { ولن تجد لسنة الله تبديلاً } معناه إن السنة التي اراد الله أن يسنها في عباده لا يتهيأ لأحد تغييرها ، ولا قلبها عن وجهها لانه تعالى القادر الذي لا يتهيأ لاحد منعه مما اراد فعله . ثم قال { يسألك الناس عن الساعة } يعني عن يوم القيامة { قل } لهم { إنما علمها عند الله } لا يعلمها أحد غيره { وما يدريك } يا محمد { لعل الساعة تكون قريباً } مجيئها . ثم قال تعالى مخبراً { إن الله لعن الكافرين } يعني أبعدهم من رحمته { وأعد لهم سعيراً } يعني النار التي تستعر وتلتهب { خالدين فيها أبداً } أي مؤبدين فيها لا يخرجون منها { ولا يجدون ولياً } ينصرهم من دون الله { ولا نصيراً } يدفع عنهم . واستدل قوم بذلك على النار أنها مخلوقة الآن ، لان ما لا يكون مخلوقاً لا يكون معداً . وهذا ضعيف ، لانه يجوز أن يكون المراد إن الجنة والنار معدتان في الحكم كائنتان لا محالة ، فلا يمكن الاعتماد على ذلك .