Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 66-69)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن عامر ويعقوب { ساداتنا } بألف بعد الدال . الباقون بغير الف على جمع التكسير ، والأول على جمع الجمع ، وقرأ عاصم وابن عامر - في رواية الداحوني عن هشام { لعناً كبيراً } بالباء . بالباقون بالثاء . العامل في قوله { يوم تقلب } قوله { وأعد لهم سعيراً … يوم تقلب وجوههم } فالتقليب تصريف الشيء في الجهات ، ومثله التنقيل من جهة إلى جهة فهؤلاء تقلب وجوههم في النار ، لانه ابلغ في ما يصل اليهم من العذاب . وقوله { يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا } حكاية ما يقول هؤلاء الكفار الذين تقلب وجوههم في النار ، فانهم يقولون متمنين : يا ليتنا كنا اطعنا الله في ما امرنا به ونهانا عنه ، ويا ليتنا أطعنا الرسول في ما دعانا اليه . وحكى ايضاً انهم يقولون يا { ربنا إنا أطعنا } في ما فعلنا { سادتنا وكبراءنا } والسادة جمع سيد ، وهو الملك المعظم الذي يملك تدبير السواد الاعظم ، ويقال للجمع الاكثر السواد الأعظم يراد به السواد المنافي لشدة البياض والضياء الأعظم { فأضلونا السبيلا } يعني هؤلاء الرؤساء اضلونا عن سبيل الحق . وقيل الآية نزلت في الاثنى عشر الذين أطعموا الكفار يوم بدر من قريش . ثم حكى انهم يقولون { ربنا آتهم ضعفين من العذاب } لضلالهم في نفوسهم وإضلالهم إيانا . وقيل معناه عذاب الدنيا والآخرة { والعنهم لعناً كثيراً } أي مرة بعد اخرى . ومن قرأ بالباء اراد اللعن الذي هو اكبر من لعن الفاسق ، لان لعنة الكافر أعظم . ثم خاطب تعالى المؤمنين فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى } أي لا تؤذوا نبيكم مثل ما اوذي موسى يعني آذاه قومه بعيب اضافوه اليه لم يقم حجة بتعييبه . وقيل : إن الآية نزلت في المنافقين عابوا النبي محمد صلى الله عليه وآله باصطفائه صفيه بنت حي ، فنهاهم الله عن ذلك . واختلف المفسرون في العيب الذي اضافه قوم موسى اليه . فقال قوم : انهم آذوا موسى بأن اشاعوا أن هارون قتله موسى فأحياه الله - عز وجل - حتى أخبرهم ان موسى لم يقتله وأن الله تعالى هو الذي اماته عند انقضاء أجله ، وهو معنى قوله { فبرأه الله مما قالوا } وقيل : انهم قالوا : إنه ابرص . وقيل : انهم اضافوه إلى انه ادر الخصيتين ، فبرأه الله من ذلك ، واجاز البلخي حديث الصخرة التي ترك موسى ثيابه عليها على ان يكون ذلك معجزاً له . وقال قوم : ذلك لا يجوز لأن فيه اشتهار النبي وابداء سوأته على رؤس الأشهاد . وذلك ينفر عنه ، فبرأه الله من ذلك . وقوله { وكان عند الله وجيهاً } أي عظيم القدر ، رفيع المنزلة إذا سأل الله تعالى شيئاً أعطاه . وأثبت الألف في قوله { الرسولا … والسبيلا } لأجل الفواصل في رؤس الآي تشبيهاً بالقوافي .