Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 24-26)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما قال الله تعالى لنبيه إن أنت إلا نذير ، ومعناه لست إلا مخوفاً من عقاب الله ومعاصيه قال له { إنا أرسلناك } يا محمد { بالحق } أي بالدين الصحيح { بشيراً } أي مبشراً بالجنة وثواب الله لمن أطاعه { ونذيراً } أى مخوفاً من عقابه لمن عصاه { وإن من أمة } أى ليس من أمة في ما مضى إلا مضى فيها مخوف من معاصي الله . وقال قوم : المعنى { إلا خلا فيها نذير } منهم وقال آخرون : نذير من غيرهم ، وهو رسول اليهم ، كما أرسل نبينا صلى الله عليه وآله إلى العرب والعجم . وقال الجبائي : في ذلك دلالة على أنه لا أحد من المكلفين إلا وقد بعث الله اليهم رسولا ، وأنه أقام الحجة على جميع الامم . ثم قال على وجه التسلية له والتعزية عن تكذيب قومه اياه { فإن كذبوك } يا محمد ولم يصدقوك في انك نبي من قبل الله { فقد كذب الذين من قبلهم } من الكفار أنبياء أرسلوا اليهم { جاءتهم رسلهم } من الله { بالبينات } أي الحجج الواضحات { وبالزبر } يعني بالكتب { وبالكتاب المنير } الموضح بمنزلة ما فيه من نور يستضاء به . والزبر هي الكتب ، وانما كرر ذكر الكتاب ، وعطف عليه ، لاختلاف الصنفين ، لان الزبر الكتابة الثابتة كالنقر في الحجر ، ثم بين تعالى ان الكفار لما كذبوا رسل الله الذين جاؤهم بالبينات ولم يعترفوا بنبوتهم انه اخذهم بالعذاب وبالعقوبة العاجلة واهلكهم ودمر عليهم .