Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 171-182)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اقسم الله تعالى ، لأن هذه اللام لام القسم بأنه { سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين } الذين بعثهم الله إلى خلقه { أنهم لهم المنصورون } سينصرون بنصرهم على أقوامهم بالحجج وإنما قدم الله تعالى الكلمة للمرسلين بأنهم سينصرون ، لما في ذلك من اللطائف للملائكة والسامعين لها ، وسميت جملة من الكلام بانها كلمة لانعقاد بعض معانيه ببعض حتى صار يلحقه صفة التوحيد كخبر واحد وقضية واحدة . وقال السدي : النصر للمرسلين بالحجة لأن منهم من قتل . وقال الحسن : ما غلب نبي في حرب ، ولا قتل قط . ثم اخبر تعالى أن جنود الله للكفار لغالبون أي يقهرونهم تارة بالحجة واخرى بالقتل . ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { فتول عنهم } يعني اعرض عن هؤلاء الكفار { حتى حين } إلى ان آمرك بقتالهم ، يعني يوم بدر - في قول السدي - وقال قتادة : إلى الموت . وقال قوم : إلى يوم القيامة . وقال قوم : إلى انقضاء مدة الامهال . وقوله { وأبصرهم فسوف يبصرون } معناه انظرهم فسوف يرون العذاب - في قول ابن زيد - وقال غيره أبصر حالهم بقليل . وقيل : ابصرهم في وقت البصر ، وفي الآية دلالة على المعجز ، لأنه تعالى وعد نبيه بالنصر ، فكان الأمر على ما قال . وقوله { أفبعذابنا يستعجلون } معناه الانكار عليهم بأنهم يطلبون العذاب عاجلا قبل وقته . ثم قال { فاذا نزل } يعني العذاب { بساحتهم } أي بفنائهم فساء صباح المنذرين أي بئس الصباح صباح من خوف وحذر ، فلم يحذر ، ولم يخف ، فالساحة ناحية الدار ، وهو فناؤها ، وهو الفناء الواسع فلذلك وصف بأنه نازل به العذاب لعظمه ولا يسعه إلا الساحة ذات الفناء الواسع . وقال السدي : نزل بساحتهم أي بدارهم وساء إذا كانت بمعنى بئس لا تتصرف مثل هذه . ومثل قوله { ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا } ولو كان بمعنى الاخبار المحض لجاز أن يقال : ساءه يسوءه سوءاً أي اوقع به ما يسوءه . ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله { فتول عنهم حتى حين } أي اعرض عنهم إلى حين وقد فسرناه . و { أبصر فسوف يبصرون } وقد مضى معناه ، وإنما كرر لانهما عذابان عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فكأنه قال وابصرهم في عذاب الآخرة وابصرهم في عذاب الدنيا . ثم قال { سبحان ربك رب العزة عما يصفون } أي التنزيه لربك عما لا يليق به من الصفات ، ربك الذي خلقك ويملك التصرف فيك رب العزة يعني العزة التي يعز الله بها الأنبياء والمرسلين ، وهي صفة القادر الذي لا يضام ولا يرام ، فالعزة لله - جل عز - وهو ربها ، لانه القادر الذي لا يعجزه شيء منها ، ولا من غيرها جل وعلا { عما يصفون } يعني ما يصفه به الكفار من اتخاذ الأولاد واتخاذ الشريك { وسلام على المرسلين } الذين أرسلهم الله إلى عباده { والحمد لله رب العالمين } أي والشكر والحمد لله الذي خلق جميع العالم وملك التصرف فيهم .