Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 11-15)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ حمزة والكسائي { فواق } بضم الفاء . الباقون بفتحها . فالفواق بفتح الفاء معناه ما لها من راحة ، وإذا ضممت الفاء ، فالمعنى ما لها من فواق ناقة وهو قدر ما بين الحبلتين . وقيل : هو ما بين الرضعتين . وقيل : هما لغتان مثل قصاص الشعر وقصاصه ، وحمام الماء وحمامه ، وهو الآفة ، وهو الابانة بعد الفترة و ( ما ) في قوله { جند ما } صلة ، وتقديره : جند هنالك ، و { هنالك } للمكان البعيد و ( هناك ) للمتوسط بين القرب والبعد و ( هنا ) للقريب ونظيره ( ذا ) و ( ذاك ) و ( ذلك ) ومثل ( ما ) في كونها صلة قولهم : لأمر ما جدع قصير أنفه . وعندي طعام ما ، قال الاعشى : @ فاذهبي ما اليك أدركني الحـ ـلم عداني عن ذكركم اشغالي @@ وقيل : إنها تقوية للنكرة المبتدأة في ( ما ) والجند جمع معد للحرب جمعه اجناد وجنود ، وجند الاجناد أي جيش الجيوش . ومنه قوله صلى الله عليه وآله " الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " ، وقوله { مهزوم } يعني مغلوب عن أن يصعدوا إلى السماء ، والمهزوم من وقعت بهم الهزيمة ، وهي الفرار من الحرب ، ولو فرّ انسان من ضرب لم يكن ذلك هزيمة ، وكذلك من فرّ من الحبس . وقوله { من الأحزاب } معناه من حزب إبليس وإتباعه . ثم اخبر تعالى انه كذب مثل هؤلاء الكفار ، فأنث لأنه أراد العشيرة { قوم نوح } فأغرقهم الله ، وقوم { عاد } فاهلكهم الله { وفرعون } وقوم فرعون { ذا الأوتاد } وقيل : في معناه أقوال : منها - انه كانت له ملاعب من اوتاد يلعب له عليها ، وهو قول ابن عباس وقتادة . وقال السدى والربيع بن أنس : انه كانت له أوتاد يعذب الناس بها . وقال الضحاك : معناه ذو البنيان ، والبنيان اوتاد ، ثم قال { وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة } أيضاً هم الأحزاب يعني احزاب إبليس : و { الأيكة } الغيضة . وقال ابو عمرو بن العلا : هي الملتفت من النبع والسدر . وقال السدي : هي الحرجة ، قال الشاعر : @ افمن بكاء حمامة في أيكة يرفض دمعك فوق ظهر المحمل @@ يعني محمل السيف . وقوله { إن كل إلا كذب الرسل } معناه ليس كلهم إلا كذبوا أنبياء الله وجحدوا نبوتهم فاستحقوا عقابي . ثم قال { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة } أي ليس ينظر هؤلاء إلا صيحة عذاب لا يكون لتلك الصيحة { من فواق } أي مالها من افاقة بالرجوع إلى الدنيا وهو قول قتادة ، والسدي وقال ابن زيد { ما لها من فواق } أي من فتور كما يفيق المريض .