Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 6-10)

Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

خمس آيات في الكوفي واربع في الباقي . اخبر الله تعالى عن هؤلاء الكفار الذين ذكرهم انهم انطلقوا اي ذهبوا فالانطلاق ذهاب بسهولة ، ومنه طلاقة الوجه وهي سهولة وبشر خلاف العبوس وقوله { أن امشوا } قال الزجاج : أى بهذا القول ، وتقديره بأن امشوا وقال قوم : معنى ( أن ) أي التي للتفسير لأنه صار انطلاقهم لدلالته على هذا المعنى بمنزلة الناطق به ، كما يقولون : قام يصلي أي أنا رجل صالح . وقال بعضهم : معناه الدعاء لهم بأن يكثر ماشيتكم ، وهذا باطل لفظاً ومعنى فاللفظ لأنه لو كان كما قالوه لكانت الهمزة من { أن امشوا } إذا أمر منها مفتوحة ، لأنه من امشى يمشي إذا كثرت ماشيته والامر منه امشوا بقطع الهمزة ، والقراءة بكسرها ، قال الشاعر : @ وكل فتى وإن أثرى وامشى ستسلخه من الدنيا المنون @@ واما المعنى ، فلانه لا يشاكل ما قبله ولا ما بعده . وقوله { واصبروا على آلهتكم } أمر منهم بعضهم لبعض أن يصبروا على عبادة آلهتهم وتحمل المشاق لاجلها . وقال مجاهد : القائل لذلك عقبة بن أبي معيط فالصبر محمود إذا كان في حبس النفس عن المحارم ، فهؤلاء الجهال اعتقدوا أن الحق في الصبر على آلهتهم ، ولم يعلموا ان ذلك كفر . وفي ذلك دلالة على فساد قول من يقول : إن المعارف ضرورة ، قال الحسن : إن هذا يكون في آخر الزمان . وقوله { إن هذا لشيء يراد } معناه هذا الذي يدعيه محمد ويدعوهم اليه لشيء يراد به أمر ما من الاستعلاء علينا والرياسة فينا والقهر لنا . ثم حكى ما قالوه فانهم قالوا { ما سمعنا بهذا } يعنون ما يدعوهم اليه النبي صلى الله عليه وآله من التوحيد وخلع الانداد من دون الله { في الملة الآخرة } قال ابن عباس يعنون في النصرانية ، لأنها آخر الملل . وقال مجاهد : يعنون في مكة وقريش . ثم قالوا { إن هذا إلا اختلاق } قال ابن عباس ومجاهد : معناه ليس هذا إلا تخرص وكذب . ثم تعجبوا فقالوا { أأنزل عليه الذكر من بيننا } يعنون كيف خص محمد بانزال القرآن دوننا ؟ ! فقال الله تعالى { بل هم في شك من ذكري } معناه ليس يحملهم على هذا القول إلا الشك في الذكر الذي أنزلت على رسولي { بل لما يذوقوا عذاب } ثم قال { أم عندهم خزائن رحمة ربك } ؟ قال الفراء : الأستفهام إذا توسط الكلام ابتدئ بألف وب ( أم ) ، وإذا لم يسبق كلام لم يكن إلا بألف او بـ ( هل ) . ووجه اتصال هذا القول بما تقدم هو إتصال الانكار لما قالوا فيه ، أي ذلك ليس اليهم ، وإنما هو إلى من يملك هذه الأمور . و { خزائن رحمة ربك } معناه مقدوراته التي يقدر بها على أن ينعم بها عليهم . وقوله { العزيز } يعني القادر الذي لا يغالب ولا يقهر { الوهاب } لضروب النعم { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } فان كان لهم ذلك { فليرتقوا في الأسباب } وهي جمع سبب وكل ما يتوصل به إلى المطلوب - من حبل أو سلم او وسيلة او رحم او قرابة او طريق او جهة - فهو سبب ، ومنه قيل : تسببت بكذا إلى كذا أي توصلت به اليه .