Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 61-65)
Tafsir: at-Tibyān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ ابو عمرو وحمزة والكسائي اتخذناهم موصولة على وجه الاخبار . الباقون بقطع الهمزة على الاستفهام . وقرأ نافع وحمزة والكسائي { سخرياً } بضم السين . الباقون بكسرها . حكى الله تعالى عن الكفار الذين اتبعوا غيرهم في الضلال وانقادوا لرؤسائهم فيه انهم يقولون يوم القيامة إذا حصلوا في عذاب جهنم يا { ربنا من قدم لنا هذا } أي من سبب لنا هذا العذاب ودعانا إلى ما قد استوجبنا به ذلك { فزده عذاباً ضعفاً } أي مثلا مضاعفاً إلى مثل ما يستحقه { في النار } احد الضعفين لكفرهم بالله تعالى والضعف الآخر لدعائهم إيانا إلى الكفر ، ثم حكى عنهم ايضاً انهم يقولون { ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأشرار } قال مجاهد نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة وذويهما انهم يقولون مع قرنائهم : ما لنا لا نرى عماراً وخباباً وصهيباً وبلالاً الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الأشرار الذين يفعلون الشر والقبيح ولا يفعلون الخير . وفي تفسير اهل البيت إن هذا حكاية عما يقوله اعداء أهل الحق ، فانهم لا يرون أهل الحق يوم القيامة لكونهم في الجنة وكون اعدائهم في النار وكانوا يعدونهم في الدنيا من الاشرار . ثم حكى انهم يقولون ايضاً { أتخذناهم سخرياً } فمن قطع الهمزة أراد الاستفهام الذي معناه التعجب والتوبيخ ، ومن وصل أراد الاخبار ، يعنون الذين كنا نعدهم من الاشرار { أتخذناهم سخرياً } فمن كسر السين جعله من الهزء أي كنا نسخر منهم في الدنيا ، ومن ضم السين جعله من السخرة أي كنا نسخرهم ونستذلهم { أم زاغت عنهم الأبصار } ومن قطع الهمزة جعل ( أم ) معادلة ومن وصلها جعل ( أم ) بمعنى بل ، قال مجاهد والضحاك { أم زاغت عنهم الأبصار } أي ابصارنا ، فلا ندري اين هم . وقال الحسن : كل ذلك قد مثلوا بهم اتخذوها سخرياً وزاغت عنهم ابصارهم محقرة لهم . ثم اقسم تعالى ان الذي حكاه من تخاصم اهل النار ومجادلة بعضهم لبعض { لحق } أي كائن لا محالة . ثم أمر نبيه صلى الله عليه وآله فقال { قل } يا محمد { إنما أنا منذر } أي مخوف من معاصي الله ومحذر من عقابه { وما من إله } أي وليس من يحق له العبادة { إلا الله الواحد } الفرد { القهار } لجميع خلقه المستعلي عليهم بسعة مقدوره لا يقدر احد على الخلاص من عقوبته إذا اراد عقابه ، ومن اختار وصل الهمزة في قوله { اتخذناهم } قال لأنهم علموا انهم اتخذوهم سخرياً في دار الدنيا وإنما اعترفوا بذلك يوم القيامة ، يقولون اتخذناهم سخرياً بل زاغت عنهم ابصارنا محقرة لهم . ومن قطع الهمزة قال : هذا على وجه التوبيخ لنفوسهم والتبكيت لها . ثم قال ذلك أي ثم يقولون بل زاغت عنهم ابصارنا فلا نراهم .